الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فرصة لترتيب أوراقنا المبعثرة

الأزمة الصعبة التي اجتاحت العالم جراء تفشي فيروس كورونا وتسببت في شلل عام لمختلف مناشط الحياة، وكانت وراء إلغاء وتأجيل وترحيل الفعاليات والأنشطة الرياضية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، في محاولة جادة من الحكومات للسيطرة على الفيروس الذي تسبب في عزل الكثير من الدول، ولأن الأمور ما زالت غامضة وسط تكهنات باستمرار حالة الحجر والتوتر، الأمر الذي كان وراء تحول أغلب الأعمال وانتقالها للمنازل بدءاً من الدراسة ومروراً بالعمل الذي أصبح جميعها من بعد، فإن تلك الوضعية قد تكون مثالية لفتح العديد من الملفات المغلقة والمهملة في الأدراج.

فترة توقف الأنشطة الرياضية يجب استغلالها بشكل جيد من خلال الوقوف أمام واقع رياضتنا المتراجع، وإيجاد الحلول اللازمة للنهوض بها وإعادتها لمسارها الصحيح، الأمر الذي يصعب تحقيقه في ظل استمرار النشاط وتداخل المشاركات المحلية والخارجية، ولا نعتقد أن هناك فرصة أفضل من هذه لإعادة ترتيب أوراق رياضتنا المبعثرة، خاصة في ظل وجود إدارة جديدة لهيئة الرياضة وكذلك الحال بالنسبة للجنة الأولمبية بعد إعادة تشكيلها مؤخراً، وبالتالي فإن مسالة اتفاق المؤسستين الرياضتين الأهم والأكبر في الدولة على إعادة ترتيب أوراق رياضتنا المبعثرة منذ عقود، فرصة مثالية نحو بداية مختلفة بإذن الله مع تخطينا للأزمة الحالية.

توقف النشاط الرياضي وحظر الجماهير من حضور المباريات والعمل عن بعد لا يعني الوقوف مكتوفي الأيدي، والمجال متاح لإنجاز الكثير من الأعمال حتى إن كان ذلك بعيداً عن المكاتب، خاصة أننا في دولة متحضرة اعتمدت نظام الحكومة الإلكترونية منذ سنوات، وبالتالي فإن مسألة العمل عن بعد مسألة في غاية السهولة في ظل التطور التكنولوجي، الذي يميز مختلف قطاعات المجتمع ومنها مؤسساتنا الرياضية، التي تتوفر بها كل مقومات التواصل والتراسل إلكترونياً عن بعد، ما يسهل من عملية استمرار العمل الإداري حتى إن كان العمل الفني متوقفاً بشكل اضطراري ومؤقت.

كلمة أخيرة، تأجيل المسابقات وإلغاء بعضها لأسباب تتعلق بالسلامة العامة، البعض يعتبرها فرصة لإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة فيما يراها آخرون بداية مبكرة للسبات الصيفي.