الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الهجوم على اتحاد الكرة

أتعاطف مع اتحاد الكرة الجديد برئاسة الشيخ راشد النعيمي وأرفض الهجوم عليه بسبب ما يسمى تضارب قراراته، سواء قرار إقامة الدوري بدون جمهور ثم التراجع أو إيقاف البطولة، أو قرار إلغاء التدريبات ثم السماح بها بشروط، ثم العودة عن القرار واستمرار الإجازة الإجبارية في المنازل.

أستغرب التسرع في التصريحات اللاذعة من البعض عبر سوشيال ميديا، دون تمعن وتفكير في أوضاع وتداعيات وباء وفيروس كورونا الذي قلب العالم رأساً على عقب في كل مجالات الحياة وليس فقط الرياضة وكرة القدم، بشكل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

فالحدود بين الدول تم إغلاقها، والمجالات الجوية ممنوع تجاوزها، والسفر بالطائرات أصبح محظوراً، وسياسات حظر التجول والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي وإعلان حالة الطوارئ أصبحت سائدة في أغلب الدول، وتم إغلاق الأسواق والمحلات وتأجيل الدراسة، والاعتماد على العمل من المنازل حسب ظروف كل مجال. الأمر لا يحتاج أي فلسفة وتنظير، وفي النهاية فهو شأن يخص الدولة والحكومة، فأي قرارات تخص الرياضة أو كرة القدم أو أبسط الأمور أصبحت بيد الحكومة في كل دول العالم وتحت سيطرتها المباشرة، لأن الوباء العالمي يتطلب ذلك لدرجة حظر الانتقالات ومنع الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى!

وإذا كنا نلوم اتحاد الكرة الإماراتي على بعض الاجتهادات ثم التراجع في بعضها، فإن كل منظومات الرياضة والكرة العالمية تعاني أسوأ من ذلك وتكرر الأمر على مستوى فيفا والاتحاد الأوروبي وأكبر الدوريات المحترفة في أوروبا، ولم تفلت بالطبع دورة طوكيو الأولمبية التي تراجعت اللجنة الأولمبية الدولية خلال 72 ساعة عن قرارها بتأجيل البت في مصيرها لعدة أشهر إلى قرار فوري بتأجيلها للعام المقبل.

أخيراً..الأمر لا يستحق الهجوم أو المزايدة على الاتحاد الجديد، لأنه اتحاد شاب وينبض بالحيوية والفكر الجديد والطموح، وجاء ليتسلم تركة مثقلة بالإخفاقات ومطلوب منه استعادة الحيوية ورأب الصدع وعلاج الثغرات، وهذا يستلزم مواصلة التفكير والتخطيط. وليس عيباً التوصل إلى قرارات ثم العودة عنها لأن ذلك أفضل بكثير من تجميد العقل والاكتفاء بالفرجة.