الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التفضيل ودائرة الشك

كان بعض خبراء الإعلام العربي من الأجيال السابقة يحذرون من استخدام صيغ «التفضيل» في المواد الصحفية إلا في حال توافرت معايير دقيقة تساعد على الاختيار الصحيح، وفي ظل عدم وجود معايير واضحة، ربما تتحكم العاطفة بالاختيار ويصبح «التفضيل» أداة لرفع من لا شأن له أو العكس.

في كرة القدم، تتحكم العاطفة في اختيار الجمهور للاعب الأفضل لعدم وجود مقياس موضوعي يمكن الاعتماد عليه، فعلى سبيل المثال لو أخذنا تسجيل الأهداف مقياساً للأفضلية، فإن هذا المقياس يظلم ومن دون شك المدافعين ولاعبي الوسط، ولو أخذنا عدد التمريرات السليمة لظلمنا المهاجمين، وهكذا، لذا فإن عملية اختيار اللاعب الأفضل ما زالت ضبابية، حتى جوائز الفيفا والاتحادات القارية والمجلات الرياضية العريقة تتحكم بها العملية التجارية والتسويقية.

كرة القدم لعبة جماعية، وتألق اللاعب الواحد في مباراة ما يأتي نتيجة لتعاون زملائه، وهذا لا يعني أنه الأفضل، فاللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي يتألق في برشلونة ويخفق مع منتخب بلاده بسبب اختلاف عناصر الفريق، فميسي هو نفسه في الفريق الكاتالوني وفي المنتخب، لكن العناصر التي حوله هي التي تتغير، لذلك يتقدم مستواه أو يتراجع بناء على تلك المتغيرات.

الملاعب الإماراتية ليست استثناء من هذا الأمر، فهي الأخرى تعاني عدم وجود معايير واضحة لاختيار الأفضل، خصوصاً عندما يتم التفضيل بين لاعبين من أجيال مختلفة، فكل جيل له ظروفه الخاصة، والكرة الآسيوية في القرن الماضي تختلف عن الفترة الحالية، حيث تطورت الفرق الضعيفة وأصبحت قوة لا يستهان بها.

علينا أن نؤمن بأن كل لاعب من الأجيال السابقة قد بذل ما استطاع واجتهد من أجل تحقيق إنجاز ما، لذا فإن كل واحد من تلك الأجيال يستحق التقدير على ما قدمه، وكذلك يستحق لاعبو الجيل الحالي التقدير على ما يبذلونه من أجل تحقيق طموحات جماهيرهم.

لا وجود لمقياس عادل يتيح للجماهير اختيار اللاعب الأفضل باستثناء العاطفة وبعض المعايير الضعيفة، لذا فإن «التفضيل» عملية تبقى دائماً تحت دائرة الشك.