الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رمضان هذا العام

رمضان هذا العام يختلف كل الاختلاف عما اعتدنا عليه طوال السنوات الماضية، بعد أن تسببت جائحة كورونا في إجبار الناس على البقاء في البيوت وعدم الخروج واعتماد الدراسة والعمل عن بُعد، وعطلت حركة السيارات والسفن والطائرات وأصابت العالم بشلل تام، رمضان هذا العام مختلف، في ظل إغلاق المساجد وصوت المؤذن يذكرنا بالصلاة في البيوت، رمضان هذا العام مختلف لأن جميع المظاهر التي اعتدنا عليها في الشهر الفضيل اختلفت بل اختفت، لدرجة أن صلة الرحم انقطعت ولم يعد هناك مجال لزيارة الأهل أو الجلوس معهم أو حتى الاقتراب منهم، إلا عبر وسائل الاتصال التي أصبحت هي الخيار والحل الوحيد.

رمضان هذا العام سيكون هو الأغرب والأصعب ولن تنساه البشرية، وبالتحديد في الوطن العربي والإسلامي، بعد أن غيَّرت جائحة كورونا ملامح الكرة الأرضية التي باتت أكثر جمالاً ونظارة، عندما جلس الناس في بيوتهم وتوقَّفت الآلة عن الدوران لتتنفس البيئة الطبيعية، ولأن الرياضة من القطاعات التي نالها نصيب كبير من الأزمة، وكبَّدتها خسائر تكاد تكون هي الأعلى في تاريخ الرياضة في العالم، بعد أن أصاب الشلل جميع مرافقها وتوقفت البطولات وخلت المدرجات وغابت الجماهير، وتحولت الأندية والمؤسسات الرياضية لمبانٍ مهجورة مسكونة بالذكريات، ومعها أصبح مصير ومستقبل البطولات يغلفهما الغموض في ظل فشل جميع سيناريوهات استئناف النشاط، ليصبح معها قرار عودة الحياة للملاعب معلقاً حتى إشعار غير معروف.

محلياً في رمضان هذا العام، غابت الدورات الرمضانية التي تعد من الظواهر الاجتماعية العريقة، التي ارتبطت بالشهر الفضيل من سنوات طويلة، وأصبحت تمتلك من الشعبية لتنافس البطولات الرسمية، لما تحتويه من إثارة ومتابعة جماهيرية تفوق المسابقات الرسمية.

كلمة أخيرة

رمضان هذا العام، غاب عنه الكثير من المظاهر الجميلة التي اعتدنا عليها في الشهر الفضيل، لعلها رسالة وتذكير لكي نعيد الكثير من الحسابات التي أضعناها وسط زحام الحياة.