الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العنبري وتجديد الثقة

بلا شك استحق المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة تجديد عقده والثقة بعد النجاحات التي حققها مع الشارقة، لا سيما وأنه تمكن من صناعة فريق بطل في فترة وجيزة، بعدما كان الملك ينافس على الهبوط ويتخوف من مراكز مؤخرة الترتيب، لكن المدرب الشاب واللاعب الدولي السابق حقق لقب الدوري للفريق في موسم غير مميز، والكثير من النقاد توقع ألا يواصل الشارقة نجاحاته في الموسم الثاني، إلا أنه قادهم للقب السوبر ونافس بقوة على الدوري قبل أن تلغى بسبب جائحة كورونا.

العنبري نموذج للمدرب الوطني المتطور والذي يتعامل مع كافة الأمور بهدوء تام، يعلم تماماً بأن الوصول إلى القمة صعب ولكنه ليس مستحيلاً، وأفضل ما فيه أنه يصعد سلم النجاح درجة تلو الأخرى بدون استعجال، عكس الأسماء الوطنية الأخرى التي تطالب بمنحها الفرصة وتجدها تتحدث عن إهمال المدرب المواطن لدى الأندية وعدم ثقتهم في قدراته والكثير من الأمور، وهو في ذات الوقت لا يعمل على تطوير إمكاناته ومستسلم للأمر الواقع.

كان بإمكان العنبري الدخول بقوة من أجل تولي المسؤولية الفنية للمنتخب، إلا أنه فضل الاستمرار مع نادي الشارقة والاستفادة بشكل أكبر، وأجزم لو أن أي شخص آخر كان في مكان العنبري لوافق على تدريب الأبيض وطالب بذلك، كونه مدرباً مواطناً صاحب آخر لقب دوري، لكنه فضل المصلحة العامة على الجانب الشخصي ويعلم تماماً أن النجاح مع المنتخبات يختلف مع الأندية، والنماذج عديدة.

ما نريده من نموذج العنبري، هو أن يركز المدربون الشباب لدينا على تطوير مهاراتهم، وأن يستفيدوا قدر الإمكان من تواجد المدارس الأجنبية، وعندما تتاح الفرصة يجب أن تنقض عليها وأن تثبت أنك تستحقها، ونعلم تماماً أن الفرصة تأتي لكل مجتهد.

الأمر الآخر الذي يجب أن نثني عليه، هو عقلية إدارة نادي الشارقة التي ركزت على الاستقرار وربما تكون قد استفادت من تجاربها السابقة، ونأمل ألا تحذو مثل الأندية الأخرى بأن تعمل على إقالة المدرب في حالة تعرض الفريق لخسائر متتالية، لأن كرة القدم فوز وخسارة وتحتاج إلى صبر.