الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خارج دائرة السرد

في إطار الاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل، على الأسرة الرياضية أن تبحث عن مبادرات حيوية تجعل الرياضة أكثر تأثيراً في المجتمع والاقتصاد والسياحة وفي عالم الترفيه أيضاً، فالرياضة المحلية تحتاج إلى شيء حقيقي يُحسّن منتجها ويقوّي تأثيرها، ولا تحتاج إلى مساحيق سريعة الزوال.

عزلة الرياضة عن بقية القطاعات واضحة إذا ما استثنينا الشركات الراعية، لذا فإن المرحلة المقبلة تتطلب بناء جسور مع اقتصاديين واختصاصيين اجتماعيين ونفسيين وأدباء وفنانين وغيرهم، لأن إبقاء الرياضة في عزلتها يضعف دورها.

الرياضة الإماراتية غائبة عن الدراما المحلية، فالإنتاج التلفزيوني خلال السنوات الماضية أهمل تماماً الحياة الرياضية ومجتمعها ومشاكلها، وكذلك تجاهل فوائدها المعنوية والمادية، علماً أن الفنان الإماراتي يبتهج عندما يحقق الرياضيون الإماراتيون إنجازات إقليمية وقارية ودولية، ويحزن مثل أي مواطن آخر عندما تخفق الرياضية في المحافل الخارجية.

الأدباء والكتاب لم يسلطوا الضوء على «الحياة الرياضية» ولم يعطوا الرياضة ما تستحق في مؤلفاتهم، فكل لاعب له قصة، وكل فريق يمكن أن يزود الأديب برواية حقيقية مستوحاة من تاريخه وجغرافيته وشخوصه وجمهوره، لكن هذه القصص بقيت خارج دائرة السرد، وستبقى في سراديب معتمة إذا بقيت الرياضة معزولة عن القطاع الأدبي.

علماء الاجتماع والباحثون في قطاع التربية والتعليم أيضاً تجاهلوا علاقة الرياضة بالمجتمع، فلم يبذلوا خلال المراحل السابقة الجهد المطلوب لدراسة أهمية الرياضة في حياة المجتمع، وتأثير المجتمع في الرياضة نفسها، وهذا الإهمال جعل الرياضة في عزلة حقيقية على الرغم من الضوء الإعلامي المتزايد نتيجة التحول من الهواية إلى الاحتراف، علماً أن الإعلام ركز خلال الفترات المنقضية على الجوانب السلبية أكثر من الإيجابية.

نأمل أن تنفتح الرياضة على بقية القطاعات والشخصيات غير العاملة في المجال الرياضي، لأن العزلة ستجعلها تدور في مكان محدود.

نريد أن نرى الرياضة في الكتاب المدرسي وفي الدراما المحلية وفي أفلام كارتون وفي قصائد الشعراء وفي قصص وروايات الأدباء، فالرياضة غنية بالحكايات والرسائل الحيوية، وليس من المقبول أبداً أن تبقى محصورة في الملاعب.