الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

التبرع بالأعضاء.. وقناعات الناس

حين تفكر في منح أعضاء جسمك بعد موتك لمن هم بحاجة لها كمرضى الكلى والقلب ينتابك شعور بالتردد، وربما التخوف ولربما ترفض الفكرة من أساسها على الرغم من أن خطوة كهذه ستُسْهِم في كتابة حياة جديدة لأشخاص يعانون اليوم من أوجاع مريرة، قد لا يستطيع أحدنا أن يتخيل حدة هذه الأوجاع ومرارتها.

وهنا أجدني متسائلاً: ما نسبة من لديهم ثقافة التبرع بالأعضاء في البلاد؟، وهل يتفقون مع مسألة منح أعضائهم بعد الموت لأشد الناس احتياجاً لها؟، ومن هم الأشخاص الذين قد نقرر التبرع لهم بالأعضاء بعد الوفاة؟

إن فكرة التبرع بالأعضاء قد تبدو عسيرة على التقبل لمعظم أفراد المجتمع، باعتبار أن أجسادنا ستصبح عرضة للتصرف بواسطة أياد طبية في سبيل اقتطاع أجزاء منها لإنقاذ حياة أشخاص آخرين، ناهيك أن أهل المتوفى قد لا يتقبلون فكرة أن تقتطع أعضاء من متوفاهم في سبيل منحها لآخرين حتى وإن اتفق قريبهم على هذا الأمر في حياته. وفي المقابل تجد حماساً لا منتهى له لدى أشخاص بمنح أعضائهم على الوجه الفور لأقربائهم وأحبائهم عندما يكونون في أمس الحاجة لها، أو عندما يستدعي الظرف الطارئ للقيام بهذا التبرع، ويقبلون على هذا الأمر بدافع المحبة والمعزة والتضحية، فمن وجهة نظرهم: ما جدوى الحياة بأعضاء كاملة في الوقت الذي يوجد فيه أب، أم، ابن، أو صديق يعاني من أمراضه المزمنة وبحاجة ماسة لتلك الأعضاء ليتخلص من أوجاعه؟


وأرى أن مسألة التبرع بالأعضاء قد تتدخل فيها قناعات الناس وثقافتهم في هذا الجانب، ومقدار المحبة والقرب الذي يُكنونه لغيرهم.