الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أخطاء الكبار والصغار

الخطأ وراد ودائم في حياتنا، ونقع فيه جميعاً، ولا يمكن مهما وضعت من المنبهات ومهما حرصت ودققت، إلا أن تقع الأخطاء، ويقال بأن مع مسيرة العمل وكدلالة على الشغل هي الأخطاء التي تقع بين وقت وآخر، لكن لا يمكن اعتبار مثل هذه البديهية مبرراً لعدم الدقة أو لعدم الحرص والتنبه، بمعنى قد تقع أخطاء لكن نتيجتها فادحة، وواضح أنها لم تكن لتقع لو كانت هناك مهارة ودقة ومتابعة، ومثل هذا النوع من البديهي أن توقع فيه عقوبات وإنذارات ونحوها من الإجراءات الإدارية، الحال نفسه عندما يغادر موظف ما موقعه لأي سبب، وتبعاً لهذا يقع خطأ حتى وإن كان طفيفاً، فمن الطبيعي أن تتم المحاسبة والمعاقبة.
هذه صورة قد نتفق عليها جميعاً، وهي أن الأخطاء قدر وواقع، يمكننا التقليل منها لكن لا يمكن تجنبها بشكل تام، فإذا كان هذا هو حالنا نحن الكبار المتعلمين الحريصين فكيف هو الحال مع طفل صغير لتوه يسير على قدميه ولتوه ينطق ببعض الحروف؟ من المؤكد أن الأطفال يقعون في الأخطاء بشكل دائم ومستمر، بل إن تلك الأخطاء جزء من شخصياتهم ومن براءتهم ومن طريقة تعلمهم، ومهما حرص الأب والأم على تعليم طفلهما وتوجيهه فإن الخطأ واقع ولا فكاك، وهنا تحدث المشكلة المتكررة، وهي تتمثل في كل القسوة مع الطفل، وتوبيخه ونهره والتقليل من شأنه، ويصبح الخطأ الذي وقع فيه بمنزلة الشتيمة التي تلقى على الطفل وترافقها ضحكات محملة بالاستهزاء، بطبيعة الحال ليس في هذه الممارسة أي رادع أو معالجة للخطأ، بقدر أنها أسلوب محطم ومحبط للطفل، وسيسبب له القلق والخوف، وهذا يعني الصمت وعدم الحركة تجنباً للخطأ، وهكذا يقع الأبوان في مشكلة أخرى تحتاج للعلاج، فطفلهما بات متردداً وغير متفاعل ومتجنباً لأي تحدٍ ولأي مهمة من شأنها أن يتعلم من خلالها أي خبرة حياتية مفيدة.
مثلنا نحن الكبار الأطفال يخطئون، بل إن أخطاء الأطفال قد تظهر أنها متعمدة، والحقيقة أنها عفوية ودون أي تعمد، والمطلوب التصحيح وإبلاغ الطفل بالخطأ وتعليمه كيف يتجنبه، لا القسوة والحط من قدره.