السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

النجوم العرب .. هل يستثمرون التأثير حقاً؟

النجومية حلم الجميع، هذا ما عرفناه منذ صغرنا، والمحيط الاجتماعي برمج عقولنا على ذلك لأنه يرى أن النجوم لا يعملون كثيراً لكنهم يجنون كثيراً، يحبهم الجميع مهما فعلوا ومهما أنتجوا من أعمال، وأيضاً لديهم نفوذ كبير في المجتمع لأن الكل يريد أن يكون قريباً منهم وضمن دائرة علاقاتهم. عندما نضجنا معرفياً لم تختلف الصورة بشكل كبير لأن الوطن العربي مازال يتعامل مع النجومية بسطحية وسذاجة شديدة.

عندما تكون أولويات النجم هي مظهره وملابسه وأكسسواراته وأسلوب حياته الباذخ وصوره التي تخبرنا أنه لا يمكث في بلد واحد أكثر من أسبوع، فالطائرة الخاصة هي صديقته الدائمة. وعندما تمنح كل منشوراته الجمهور انطباعاً بأنه في غاية السعادة لأنه ببساطة حقق كل أحلامه تقريباً، هنا يهجم علينا بغتة ذلك السؤال العنيف: ماذا استفاد منك المجتمع؟

النجومية أداة حضارية رفيعة المستوى ذات فاعلية كبرى، بإمكانها تحقيق قفزات مؤثرة على الصعيد الإنساني والاجتماعي والتعليمي والتربوي، بإمكانها زرع أفكار حسنة أو سيئة في عقول وقلوب أجيال كاملة، لكن رصيد هذه الفكرة في الوطن العربي لا يزال محدوداً للأسف، كما أن سطحية الفهم مسؤول عنها الجهاز الإعلامي بكل مكوناته، فالإعلام قادر على توجيه العدسة المكبّرة تجاه الغث أو السمين.


عدد كبير من التفاعلات الإعلامية مع النجوم تعكس ضحالة التفكير وجهل الإعداد والتنفيذ في فهم دور وسيلة الإعلام للإفادة من منظومة النجومية وتوظيفها بشكل مُنتِج في المجتمع. ونجد هذا الجهل يصرخ عالياً خلال أسئلة بعض المتطفلين على الإعلام للنجمات العربيات.


مؤخراً وقع أحد الإعلاميين المعروفين في فخ «غلطة الشاطر» عندما سأل نجمة رياضية عربية قائلاً: أتساءل عن إحساس زوجك وهو جالس في المنزل مع الأولاد يرى الميداليات التي حصلتِ عليها بينما هو لم يحصل على مثلها.

إذا كانت هذه رؤية إعلامي معروف للنجاح والنجومية والشراكة الزوجية، فماذا ننتظر من المشاهدين؟