السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الإمارات وأعظم أساس

في مثل هذه الأيام من كل عام نحتفل بالإعلان عن قيام اتحاد دولتنا الحبيبة الإمارات العربيــة المتحدة، والذي تم في الثاني من ديسمبر عام 1971.

وأعتقد أنها مناسبة شاملة وليست محصورة في ذلك اليوم وحسب، وإنما في الحقبة الزمنية برمتها التي جاء وسطها ذلك الإعلان، حيث كانت فترة زمنية حساسة جداً، وفضلاً عن الشتات والتباعد، كانت تكسو المنطقة حالات الفقر والعوز، وكان الإنسان يدفع ثمناً باهظاً ومؤلماً، فالمزارعون يعانون من شح المياه وندرتها ومحدودية المحاصيل، وصيادو البحر في دوامة تقلبات البحر ورحلات الصيد الطويلة المتعبة المضنية، وهناك من يسكن الصحراء وهمه الرئيس إيجاد الكلأ وأرض صالحة للرعي وقليل من الماء له ولمواشيه.

ما هي الصورة التي يمكن رسمها لبلاد صحراوية يحدها البحر، وتعاني من الأمية والتباعد بين ناسها، بلاد من دون أي مشاريع تنموية ولا يوجد فيها اقتصاد ولا سياسة واحدة؟ من دون شك أنها صورة ضبابية تخلوا من أي عملية تغيير إيجابي نحو الأفضل، وحتى لو كانت هناك جهود ومحاولات لتغيير هذا الواقع فإن المهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، فالموارد شحيحة وأسس البناء معدومة، ولا يوجد أدنى شك في أن الوحدة والاتحاد بين مختلف أرجاء الإمارات ولدا قوة وتكاملاً ومكنا كل إمارة من أن تأخذ دورها وتقوم بواجبها تجاه أبنائها.


جاء قيام دولتنا الحبيبة استجابة للحاجة البشرية التي أدركها القادة المؤسسون، رحمهم الله، وهذا الإدراك المتمثل في الوعي السياسي بأحوال العالم ومتطلبات تلك المرحلة وحاجة الناس، هو الذي وجّه البوصلة نحو قيام الإمارات ونهضتها.


المعرفة التامة وبعد النظر والاعتقاد الراسخ بأن الوحدة والاتحاد قوة للجميع ورخاء ونماء للجميع، كانت هي المحرك الرئيس للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأشقائه شيوخ الإمارات، رحمهم الله جميعاً.

وفق هذا الوعي والمعرفة والفراسة والنجاح في قراءة واقع العالم في ذلك الزمن، نهضت دولتنا لتدوم، فقد تم بناؤها على أعظم أسس وقاعدة يمكن لأي دولة أن تقوم عليها، وهي المحبة والتسامح والتفاهم والحوار.