الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أين هم؟

حينما تدرس في جامعة هارفارد القيادة والتطوير، وتستفسر من المعنيين في الجامعة عن سبب وجود هذا البرنامج في ظل وجود ثورة الذكاء الصناعي، التي سوف تلغي الكثير من الأوامر الإنسانية في الادارة والعمل؟، يكون الجواب صادم، فيقال لك بأن القيادة في المستقبل سوف تستمر بمسميات كثيرة ولكنها ستكون مجرد أشكال (لا تغني ولا تسمن من جوع)، وسوف تعاني المؤسسات والأمم من ندرة القادة الحقيقيين القادرين على إحداث الفارق، وسينتشر هؤلاء القادمين من مزارع الدجاج (سرعة في التفقيس وقلة في الفائدة الغذائية)!

أين ذهب القادة والمسؤولون الذين إذا ما ضرب أحدهم على صدرة اعتبرت أن الموضوع (خلص)؟، أولئك المسؤولون كانوا (جزاء أو ترساً) في منظومة أكبر مع القادة المؤسسين للاتحاد، حيث كانوا بعملهم ومجهودهم أحد أسباب التخفيف على الناس من مشقة وأعباء تلك الفترة، وكانوا عارفين بدهاليز الأمور، لذا كانوا (حلالين لعقدها)، وكانوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وكانوا أسباباً لتخفيف الضغط و الازدحام على مجالس ( المعازيب) لتقديم شكوى أو تظلم، فيقتصر وصول الناس للسلام والاطمئنان دون إرهاق، متخذين القرار باحتياجات وتظلمات إنسانية كان المفروض حلها قبل الوصول إليهم، فلوا (جابل ) المسؤول عمله بإخلاص لما احتاج المواطن للوصول إلى رأس الآمر.

في السابق إذا اصابك ظلم من مدير أو غفير، تجد إخوان «شما حولك وحواليك» يفزعون لك، ويقفون معاك كشهود، ويوصلون صوتك للمسؤولين فأين ذهب إخوان شما؟، وإذا أصابك اليوم الظلم لمن تلجأ؟، خاصة أن بعض الجهات أصبحت (خبيرة في الرد على شكاوى المتصلين في الإذاعات والمؤسسات والدواوين)، من خلال فريق جاهز بردود مصفوفة ومفردات منمقة ومنتقاة بعناية ليضيع بسببها حق صاحب الحق، ولا يصل صوته لمن يستطيع إنصافه.


إن الكثير من اللجان أُنشئت، وعناوين بريد إلكتروني استخدمت، وأرقام هواتف وضعت لاستقبال الشكاوى ولكنها (فزعة عرب)، تشتد فقط في البداية وتبدأ بالتراخي بمرور الوقت، فيما صاحب الحق يبحث عن أحد يوصل صوته فلا يجد، وإذا وجد فبعضهم يحمل شكواك (ليتمصلح بها على حسابك)، أو يبتزك في مصابك، أو حتى يعطلها لصالح الطرف الآخر، ونعود ونسأل: اين المسؤول الرشيد؟


فهل هي فعلاً مثلما قالها أحد كبار السن: «إننا سوف نجدهم في الصور القديمة المعلقة في متحف زايد المؤسس؟».