الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حتى لا يصبح مرضاً

فاطمةٌ المزروعي

القلق موضوع كبير وواسع، ويكتسب أهميته في شموليته ونطاقه الواسع، فلا يوجد إنسان لا يقلق ولا يصاب بحالات من هذا الشعور، بمعنى أنه لا فكاك من الشعور بالقلق وما يصاحبه من حالات انفعالية ومزاجية.

ما دامت الحياة تنبض وما دمنا في دوامتها نسير، فكل المؤثرات وكل ما نجده ونلاقيه يجلب لنا القلق ويستدعيه، وكما يقال فإنه شعور عادي وشائع، ومع أن أسبابه متنوعة وتختلف من إنسان لآخر، ومع أنه يقال إنه يتلبس بكل إنسان يعمل ويجتهد ويبذل ما بوسعه للإنتاج والتقدم والرقي، إلا أن هناك قلقاً مرَضياً ويحتاج للتدخل والعلاج وهو يشمل الجانب النفسي والجسدي، خاصة عندما تحدث حالة قلق متقدمة أو متأزمة، حيث ينتج عنه حالة من الرهبة والحزن ومعها قد يصبح الجلد شاحباً أو متعرقاً مع سرعة في خفقان القلب فضلاً عن ارتفاع في ضغط الدم ولا تنس العضلات وما يصيبها من تشنج وارتجاف، فضلاً عن سرعة التنفس، وهناك أيضاً الشعور بحرقة في المعدة، وهناك مشاعر العنف التي تتلبس الإنسان القلق مثل الضرب والصراخ وفقد السيطرة على النفس، ولا ننسى الاكتئاب والإرهاق والخمول وفقدان شهية الأكل، صحيح أنها هذه جميعها عوارض لحالات القلق المتقدمة، لكن ما الضمانة أننا لن نصل لهذه المرحلة والحالة لو تركنا العنان للنفس وتركنا القلق يتلبس بنا دون أي علاجات؟

الحياة المعاصرة والضغوط الحياتية المتنوعة باتت ملازمة للإنسان تؤثر فيه بشكل واضح ومستمر، ضغوط العمل المتنوعة والمتعددة والتي ترافقك حتى بعد ساعات العمل الرسمية، ومتطلبات الأسرة بين الحاجات الأساسية والرفاهية والتي جميعها تعتبر عند أطفالك وأفراد الأسرة على درجة واحدة من الأهمية، زيادة المطالب بالصرف في أوجه مختلفة ومتعددة، بينما الدخل الشهري ثابت ووحيد؛ الحقيقة أنه لا يحدث ضغط على المورد المالي وحسب بل ضغط مستمر وبشكل يومي على النفس والروح مما يسبب قلقاً متواصلاً ومستمراً، يصل إلى مخاوف من المستقبل ونظرة متشائمة، وهنا قد يكون القلق مرضي وقد يؤدي إلى أعراض تحتاج للعلاج؛ هي نصيحة لنخفف من التوتر ومن القلق، الحياة تستمر فلتستمر بصحة وسعادة.

[email protected]