يأتي منتدى المرأة العالمي هذا العام تحت شعار «قوة التأثير»، فعموماً المرأة تتميز بإنكار الذات والتفاني في العمل بل وأكثر مهنية وحرفية في الأداء العام، وأسهمت هذه الصفة إلى حد بعيد في زوال أو تلاشي الفساد والمحسوبية والرشى.
إن المرأة لا تمتلك شهوة السلطة والهيمنة، بل ترغب في تحقيق أهداف تشاركية من خلال التعاون، وإشباع حاجتها من خلال العمل ذاته، والولاء للوطن وللقيادة، فهي غالباً لا تطمع من عملها إلا في نيل الكفاءة في الإنجاز، والنجاح والجدارة.
هناك دراسات تؤكد أنه كلما زادت مشاركة النساء في صنع القرار كان الوقوف في وجه الأزمات أكثر قوة، فهي تولي اهتماماً أكبر لآليات المراقبة وتقارير المراجعة وأدوات إدارة المخاطر، كما أنها تقوم بتنمية هذه المجالات فيما بعد بصورة أفضل من الرجل، لهذا كان من المعايير المهمة لقوة التأثير الحاجة إلى وجود طاقة نوعية مختلفة ومرنة.
إن ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات حضارية تُحسب لقيادتها وحكومتها، ناهيك عن أنها تصدرت وتبوأت أرفع المناصب السياسية والتنفيذية والتشريعية، ومختلف مناصب القيادة العليا التي تتصل بوضع الاستراتيجيات واتخاذ القرار، لهذا لا توجد فجوة في الأجور أو في المناصب والسلم الوظيفي وتسلم مهام القيادة، كما أن ذلك راجع أيضاً إلى القفزة النوعية لثقافة صديقة للمرأة وللأسرة.
وخلاصة هذا التوجه الثقافي المجتمعي الناضج أفضت إلى أن ارتقت الإمارات بالحصول على أفضل النتائج والتقارير في مؤشرات التطور الاجتماعي، حين تم إرساء دعائم مؤشرات الرضا والسعادة، مؤشر احترام المرأة، ونسبة الشعور بالأمن والأمان، وكلها مناخات ساعدت المرأة الإماراتية على الإنجاز ورسخت النجاح، لتحوز التجربة الإماراتية الريادة في تمكين المرأة وتقديرها.