السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الإقناع بأسلوب إماراتي

القوة تكمن في السيطرة على الأوضاع بأساليب ناعمة جداً، إلا لمن عصا نفسه وأهله واستخفَّ بالوضع الخطير الذي يعيشه العالم فله العصا، التي لم تستخدم ولن تصل إلى ذلك الحد إن استمر الوضع كما نراه اليوم في الإمارات.

تملأ أجهزة هواتفنا أساليب الدول في استخدام شتى السبل لإقناع الناس في الجلوس بالبيت، منها: نزول قوات لحمل الرافضين إلى اللامعلوم، وغيرها من أساليب العنف التي لا نعرف هل نضحك عليها أم نبكي للألم الذي يشعرون به؟

ومنها: نقل مسيرات ومظاهرات دخول محلات السوبرماركت، حتى وصلت الحال إلى اقتحامها خوفاً من المستقبل المجهول، وذلك في دول عهدناها متطورة، وشعوبها متعلمة، وحين نقارن الوضع في محيطنا نُصنف سلوكياتنا بالاعتدال في التعامل مع الموقف والتبضع بلا مبالغات وطمأنينة، رغم أنني اعتقد أن هناك من الناس من ملأوا مخازنهم بالمؤن ما يكفي لبعد رمضان.


لا ينقصنا شيء.. هذا هو ما يمكن أن نصف به حالنا مع الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها لمحاربة الفيروس، ولنا أن نتمعن في كيفية إقناع الناس بالبقاء في بيوتهم عن طريق العمل على تطهير الشوارع، واستخدام التكنلوجيا لضبط المخالفين!.. هذه هي الإمارات، التي عملت على تكوين منظومة متطورة ساعدتها اليوم على إدارة الأزمة. وثقافة كونتها لدى الجاليات المختلفة التي تعيش على أرضها، فكيف بمواطني دول أخرى تجبرهم حكومتهم على البقاء في منازلهم بالعصا، وهم أنفسهم في الدولة يتبعون الإرشادات بمجرد قراءتهم لقرار في إحدى الصحف، بل يعملون على إقناع الآخرين باتباعها.. هذا هو التحدي الحقيقي في استخدام القوة الناعمة داخلياً مع مختلف الأطياف والأديان واللغات والجنسيات.