السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إماراتيات على خط النار

هاجم خطيب أحد المساجد ـ من الجهلاء ـ أولياء الأمور في يوم ما لسماحهم لبناتهم بالدراسة في كليات الطب والصيدلة والتمريض، وتساءل عن ذهاب الغيرة والحمية عنهم، وقال الخطيب: «أنا وأنتم كلنا فحول، كلنا نرغب، إذا رأينا امرأة جميلة»، وسؤالي لهذا الخطيب: أين ما تعلمته من دينك في مسألة «غض البصر»؟ خاصة أنها ليست بائعة عطور أو ملابس ليكون عندك الخيار في مقابلتها، وإنما هي طبيبة لا تقابلها إلا عند الضرورة، وإذا مرضت زوجتك أو ابنتك لماذا تطلب أن تكشف عليها طبيبة، وأنت ضد تعلم المرأة للطب؟

لمن له أخت أو زوجه أو بنت تعمل في القطاع الصحي، لماذا كنت تحس بشعور المتشكك في طبيعة عملها المختلطة؟ وتحرج حينما يسألك بعض جيرانك: (ليش بناتكم راجعات تالي الليل)؟ فيخجل أن يقول إنها طبيبة، أو ممرضة، ولكنه لا يخجل أن يقول: «إنهن راجعات من عرس أو خطوبة»، ولماذا تبحث لها عن وظيفه إدارية في قطاعات أخرى بدلاً من وظيفتها في القطاع الصحي؟ ألا يكفي أن بناتنا المواطنات يعانين من ضغط العمل في القطاع الصحي، وضعف الراتب؟

بعد انتشار كورونا، كثير من الناس غيَّر تفكيره، حيث يشعر بعضهم اليوم بالفخر والأمان لأن أحد أفراد أسرتهم يعمل في القطاع الصحي، وتصلهم كثير من الاتصالات والاستفسارات من الأهل والأصدقاء والجيران لمعرفة رأي الزوجة الطبيبة، أو الأخت الممرضة أو البنت العاملة في القطاع الصحي، فلماذا لا تمنعها اليوم من الخروج للعمل خاصة أن فيه خطورة؟ ولماذا كنت تستغرب من تركها التدريس أو الإدارة لتدرس في كلية «فاطمة للعلوم الصحية»؟، لأنه في وقت (الشدة والأزمة) لا نعتمد إلا على هؤلاء الأخوات والزوجات والبنات اللواتي يعملن على الخط الأول لحماية مجتمعنا، حالهن من حال قواتنا المسلحة.


يوجد لدينا ما يقارب 20 ألف وظيفة في القطاع الصحي تنتظر التوطين، ولكن قبل ذلك لا بد من تعديل الرواتب والكادر الوظيفي، وجميعنا رأينا كيف أن دول العالم تستنجد بالمتقاعدين من القطاع الصحي للعودة، نتيجة النقص الحاد في الأطقم الطبية.


والمستقبل يخبرنا بأن الأمراض والفيروسات المعدلة وراثياً لن تتوقف، ما يحتم علينا تجهيز وتحضير أنفسنا للمستقبل، بالإضافة إلى توجيه بناتنا للتجنيد الطبي وتدريبهن على التعامل مع الحروب الكيماوية والأوبئة، فهن على خط النار ولسن عن بعد.