السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عن إنتاجية الاتصال والتواصل الفعّال.. وقراءة المستقبل

في ظل الأزمة التي تعيشها معظم دول العالم، تكشّفت العديد من الحقائق الخاصة بطرق التفكير لدى الأفراد والمؤسسات، فبينما هناك من التصق بجدران العزلة ووضع الأزمة كحائط إسمنتي عريض مبرراً به خموله وجموده ورضاه عن مقياس الصفر كرقمٍ إجباري مفروض. هناك من نظر للأزمة بعين الفرصة ووجد فيها إنذاراً من المستقبل بضرورة تطوير الأدوات وصيانة المفاهيم ورفع قابلية المرونة في العقول لأقصى درجاتها.

من الطبيعي أن تتوقف بعض الأمور بسبب الأزمة لكن اليوم ما زال يحوي 24 ساعة كاملة، إذن من يرضون بالصفر الشامل مخطؤون تماماً. إنها ليست فترة ركود كامل، بل حماية ورعاية وأمان لكل أفراد المجتمع. في المعزل الآمن حيث لديك الوقت والطاقة، لديك أيضاً بُنية تحتية تقنية وتواصلية عالية المستوى، إذن أبواب الاكتساب والتعلّم والاكتشاف والتواصل الـمُنتج الفعّال مفتوحة على أقصاها، وأوصاف الوضع الحالي تجعل مساحة التركيز أعلى بكثير من الأوقات العادية، فعوامل التشويش والانشغال في وضعية الخمول. إذن أهلاً بالمستقبل.

إحدى النماذج المضيئة النابعة من عقولٍ نيّرة قادرة على استشراف المستقبل، منظومة التواصل والاتصال الفعّال في كليات التقنية العليا، حيث تفاعل أكثر من 16500 طالب وطالبة من كليات التقنية العليا على مدى شهر مع أنشطة وبرامج الحرم الجامعي الرقمي، منهم 14,300 طالب وطالبة استفادوا من 700 نشاط أونلاين حيث شملت تلك الأنشطة المهارات الحياتية والمسابقات وحصص الرياضة واللياقة والقراءة وأنشطة التطوع عن بُعد، في حين شارك 2,324 طالباً وطالبة في برنامج التطوير الوظيفي عن بُعد عبر مركز التنمية الوظيفية الإلكتروني.


الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أوضح أن للكليات بنية متكاملة دعمت التحول السريع نحو التعلم والعمل عن بُعد، فكما عكست التجربة نتائج متميزة على مستوى أداء الطلبة، فإن هذا الأمر ظهر أيضاً على مستوى أداء الموظفين من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية من الرضا والكفاءة في العمل،حيث يعمل نحو 1900 موظف من الكليات اليوم عن بُعد محققين تحسناً ملحوظاً في الإنتاجية والأداء، كما تعززت فرص التدريب والتطوير المهني المستمر لأعضاء الهيئة التدريسية الذين وفرت لهم الكليات خلال شهر واحد 45 ألف ساعة تطوير مهني عن بُعد.