الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هبّان مجبل عنتر

فن الهبّان فن خليجي اشتهر في مدن ومناطق كثيرة على ضفتي الخليج العربي من الأحواز إلى عُمان منذ أزمان بعيدة، فهو فن خليجي تصنع آلاته وتعزف فقط في الخليج العربي، إلا أن سكان السواحل اختصوا به دون سكان الداخل.

يعتمد فن الهبان على عازف القربة الذي يكون بمثابة قائد الفرقة ومستودع ألحانها، لكن غالبية أهل الخليج يسمونها (جربة) يقلبون القاف جيما، وهناك من يسمي القربة هبّان أيضاً.

يقدَّم الفن بواسطة عازف القربة وعازفي الطبول الرئيسية الكبيرة ويتقدمهم عازف الكاسر، والكاسر هو طبل صغيرة يكسر رتابة ضرب الطبول الكبيرة، يقدمون استعراضات فنّية جميلة كفَنّ الساحب وغيره، في حركات متناسقة يقودها عازف القربة ويخالفها عازف الكاسر في حركات استعراضية جميلة، مجمل العازفين في فن الهبان يكون 8 أو 10 أو 12، ضاربو طبول الكبوه 3 في 3 أو 4 في 4 أو 5 في 5 متقابلين، إضافة الى ضارب الكاسر، وقائدهم عازف الجربة.


مجبل عنتر مرزوق رجل عمره يزيد على الـ80 بقليل، التقيته أول مرة عام 1998 عندما طلب مني صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، البحث عن رجل بهذا الاسم ليذهب معنا إلى مصر لتقديم استعراض لفن الهبّان هناك، احتفالاً بالشارقة عاصمة للثقافة العربية.


ذكريات سمو حاكم الشارقة كثيرة مع مصادر التراث ومعالم الشارقة القديمة، فله في كل شأن موقف أو صورة متكاملة لمَعْلَم يتذكر تفاصيله بدقة متناهية وكذلك الأحداث التي مرّت عليه، يقول سموّه حفظه الله: «كنت من المعجبين بالنغم الجميل الذي تُصْدِره آلة القِربة في فن الهبّان، فصوتها شجيّ يبعث على السعادة والمرح، وذات يوم ذهبت لذلك الرجل (مجبل) الذي اشتهر بأنه أفضل من عزف على القربة وأفضل من صنعها في المنطقة، وطلبت منه أن يصنع لي قربة صغيرة تمكنني من عزف أنغام جميله للهبّان كالتي يعزفها هو، وبالفعل أوجد لي (مجبل) جلداً صغيراً وصنع لي قربة صغيرة مكّنتني من ممارسة ذلك الفن».

هناك في جمهورية مصر العربية في قاعة اللوتس بمعرض القاهرة الدولي للكتاب قدّم (مجبل) لوحاته المتميزة من فن الهبّان وهو جالس على كرسي بسبب عارض صحي، لكن الجمهور استمتع بمقطوعات تراثية جميلة.