الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رحلة أمل

كم تحتاج مجتمعاتنا إلى بارقة أمل وصُنّاع أمل، وإلى من يذكرها بأمجادها ونجاحاتها وإنجازاتها وتراثها الإنساني المشترك، وما حققته عبر الرحلة الكونية زماناً ومكاناً وأثراً، وصولاً إلى إحياء حضارتها؟

بالأمس، كان العرب مهداً للعلوم والمعارف ومنبعاً للحضارات، دوّن المؤرخون آثارهم ومآثرهم، فنهلت منهم شعوب الأرض، وأقرّوا لهم بالسبق.. واليوم تُعيد الإمارات أمجاد الماضي التليد بسواعد إماراتية، وتشرعُ باب استئناف حضارتنا المزهوّة بإطلاق أول مسبار عربي لدراسة الكوكب الأحمر.

رغم الجائحة وتداعياتها، فإن قادة الإمارات الاستثنائيين وحدهم مَن يصنعون من ألم الجائحة قصة أمل بعزمٍ لا يلين، ورؤية قادة ملهمين مثابرين مخلصين مستشرفين، ليأتي إطلاق مسبار الأمل العربي الإماراتي إلى المريخ من منصة زمن الجائحة، ليكون علامة فارقة بين الغيوم والترقب، والأمل والتفاؤل، وبين ثورة بقاء وثورة بناء مستقبل تصنعه الإمارات بقيادة لا مكان للمستحيل في قاموسها ونهجها مهما عظمت التحديات العالمية والظروف الاستثنائية.


مسبار الأمل.. إنجاز إماراتي بامتياز، يحلّق بحُلم المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قبل 4 عقود إلى آفاق الفضاء، وقد وقف العالم يرقبه وهو يشق الفضاء حاملاً في ثناياه حكاية مستقبل تغزلها أحلام وآمال شباب لا سقف لطموحهم، ووطن تحدى المستحيل.. وهو مشروع القيمة المضافة، الذي سيصنع الفرق في البحوث والدراسات الفضائية بصورة ستفتح آفاقاً جديدة لعلوم الفضاء، ولتنتهي مهمته الاستثنائية في رحلته المريخية بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لقيام اتحاد العزِّ والفَخر.. وهو كذلك إنجاز تاريخي، ورحلة تحفيزية إلهامية للأجيال للاهتمام بالعلوم والبحث والتكنولوجيا، تضع الإمارات ليس فحسب قلب الحدث العالمي وريادة الفضاء، بل تصنعه وتتشاركه مع شركاء الإنسانية، لتشكل إضافة نوعية للمعرفة البشرية.


مسبار الأمل رسالة عالمية بهُوية عربية لاستكشاف المريخ.. هو صرح حضاري عابر للزمان والمكان، سردية إماراتية من نوع خاص، رواية وطن متحد في الطموح، وصناعة الأمل والاستثمار في مقومات وأدوات استئناف الحضارة.

مسبار الأمل رسالة سلام إماراتية بأن الأرض لم تعد سقف الطموح، لوحة تشاركية بألوان استشرافية سماوية تهديها الإمارات لشركاء الإنسانية لخدمة ورفاهية البشرية.. رسالة بحروف العزم، ونور الأمل، وشمس العمل، وروح الانتماء إلى الكون الفسيح، لتصدح في الوجود: لا تزال للقصة فصول، وللنجاحات حكايات، وللإمارات أمارات وبصمات، وانطلاقات لآفاق رحبة تجعل القادم أجمل وأفضل.