كثرة الكلام لا تعني أن المتحدث صريح، وكثرة المرض لا تلزم أن يكون المريض طريحاً، وكثرة الراحة ليست دائماً أمراً مريحاً، وكثرة الثقة قد تجعل من الواثق جريحاً، وكثرة الغموض قد ترسم الشخص قبيحاً، فنحن لا نقيس مصداقية الحديث بناء على عدد الكلمات! ولا نظن المريض النفسي عليلاً وإن أقسم بأنه مات! ولا نعتقد أن المرتاح سيرفع بدوام راحته الهامات، ولكننا متأكدون من أن ذلك الغامض لم يعد من الاهتمامات، خاصة في هذا الزمن تحت وطأة الالتزامات.
(عادل حقي) مؤلفٌ وموزعٌ ومنتجٌ موسيقي ومغنٍّ مصري أصيل الجينات، قضى بداياته الفنية في إسبانيا في النصف الثاني من الثمانينيات، ثم عاد إلى القاهرة في مطلع الألفية الجديدة، وعمل في مجالاتٍ موسيقية متنوعة وعديدة، قام بوضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام الإسبانية، وغنى في العديد من أفلام والت ديزني والأفلام الكرتونية، وتعاون مع المشاهير العرب والإسبان، حيث لحّن لهم الكثير من الألحان، ومن أهمهم «بيونسيه وأنريك أجلسياس وعمرو دياب، وراغب علامة ونوال الزغبي وأصالة»، كما اشترك في أغنية «الضمير العربي» بحثاً عن العروبة والأصالة.
الغريب أن «عادل» لا يبالي إلى حدٍّ ما بالحوار الصريح وعلى الملأ عن أحداث حياته الشخصية، بالرغم من تحفظه الشديد على ذكر تاريخ ميلاده والتحدّث العام عن سماته الشخصية، يذكرني هذا التناقض الكبير بالموسيقار البولندي الشهير «شوبان»، والذي جمع بين كل نقيض ونقيض واحتفظ بهما في نفس الآن، لكن لا أحد يستطيع التغاضي عن إبداعهما المتناقض أو النكران، ولا بأس إن قلنا إن لكلٍّ من اسمه نصيباً، وبالطبع لا شيء في ذلك يخزي أو يعيب، وكأن اسم (عادل حقي) اقترن به ليسأله باستمرار (أين حقي؟).
الجدير بالذكر أنه في 2020 قام بتلحين «البرنس» المسلسل الأكثر شهرة في شهر رمضان، وهو من بطولة «النمبر ون» الممثل متعدد المواهب «محمد رمضان».