السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لن نغير نهجنا

عندما توجَّهت الإمارات نحو قِيم المحبة والتسامح، لم تكن ترفع شعارات وتنشد تحقيق مكاسب آنية أو مستقبلية، بل كانت تؤسس لمبدأ إنساني عظيم، اهتمت به الشرائع السماوية وحث عليه نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم. السلام نابع من عمق ثقافتنا ومن موروثنا، وفي ظل السلام تنمو الأمم القوية ويتطور الإنسان وترتقي البشرية، ولا يسبب الظلم والجور والعوز إلا التعلق بالشعارات الزائفة التي تدعو للكراهية والحروب والتقاتل وإسقاطها على الواقع وكأنها حتمية لا يمكن للحياة أن تستمر إلا بها، يريدون للكراهية أن تكون جزءاً من التفكير العام للناس، لا يريدون أن تكون قِيم مثل: الحوار والتباحث والنقاش وتبادل الآراء واللجوء للقوانين والأعراف والتحكيم، هي الطرق والوسائل عند وجود التباينات أو الخصام أو عند الاختلافات. عالمنا العربي مثقل بمثل هذه الحالات التي تنتشر فيها دعوات الكراهية والبغضاء والتنابذ، الإمارات نهضت وشُيّد اتحادها بالقيم والمبادئ، وتم تأسيسها بالحوار والتفاهمات والاتفاقات، فلا مكان لصوت العنف ولا التقاتل أو القسوة والتهديد، هذا نهج رسّخه الآباء المؤسسون على أرض الواقع وهو ما نعيشه اليوم، الشعب الإماراتي وشيوخ وقادة الإمارات، جميعهم مع قيم المحبة والتعاون والسعادة للبشرية جمعاء، هذه السياسة والمسيرة والمبدأ، لن نحيد عنها ولن نستبدلها، لأنها من صميم ديننا الحنيف وإرث الأنبياء الذين كانت دعوتهم، دوماً، سلاماً ومحبة. الذي لا يفهم هذا النهج، هذه مشكلته هو، ومن يريد الابتعاد عن طريق المودة والرحمة فهذا قراره، لكن لا توجد قوة في الأرض يمكنها أن تغير من نظرتنا للبشرية ولا أن تبدل مفهومنا عن الحياة التي تقوم على التعاون والتعاضد ونجدة المظلوم ولهفة المحتاج، بعيداً عن المزايدات الرخيصة والتجارة بقضايا الإنسان وحقوقه.