الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

علوم تعاني من سوء الفهم

البعض يسارع في إصدار أحكام نهائية في مواضيع هو أبعد ما يكون عنها، بمعنى لا يعرف معلومات تمكنه من الحكم والقرار، ومع هذا لا يتردد في النقد والتقليل، على سبيل المثال إحدى الصديقات كانت تتحدث عن توجه ابنتها الجامعي، وأين يمكن أن تتوجه، كانت تقول أن هناك تخصصات جامعية دون جدوى ودراستها إضاعة للوقت والجهد، ولن تضيف لابنتها شيئاً، وعندما تتخرج لن تجد وظيفة، بينما التخصصات العلمية، هي التي لها مستقبل مضمون، لن أجادل وأناقش في هذه الجزئية، فهي غير دقيقة في المجمل، لكن السؤال البديهي الذي يطرح، ماذا عن رأي البنت نفسها؟ ماذا عن رأي التي ستدرس طوال 4 أو 5 سنوات، في المجال العلمي الذي تم اختياره لها من الأم أو الأب؟ أعتقد أن لدينا حالة من الضبابية وعدم الفهم للمرحلة الجامعية، وهذه الحالة شاملة للطالب وأسرته خاصة من الأم والأب. ولنتحدث بصراحة ونطرح السؤال المباشر: هل تخصصات العلوم الإنسانية بصفة عامة لها مستقبل؟ أدرك أن السؤال قد يكون ظالماً، وغير دقيق، وأعلم أن الإجابة لا يمكن أن تكون نعم أو لا، ونحتاج لشرح وتوضيح، في الغرب وأمريكا نجد هذه التخصصات أكثر حيوية وتقدم دراسات وتطرح هموم الناس في كل معضلة أو مشكلة مجتمعية تمر، بينما عالمنا العربي تعتبر مثل هذه العلوم غائبة تماماً عن الحراك التطوري الذي يشهده العالم، لا نعرف علماء العلوم الإنسانية، لا نقرأ عن دراسات علمية ولا بحوث تتقاطع وتمس هموم الناس وتزيد معارفهم، ومن هنا يتشكل نوع من سوء الفهم وعدم المعرفة بأهمية هذه العلوم وأثرها. كما ذكرت الموضوع هام ويحتاج فعلاً لبحث ودراسة، وأتمنى أن يجد الاهتمام من المختصين وخاصة من الأساتذة في هذه العلوم تحديداً.