الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المعرفة.. والغزو المقبل

لماذا تهتم دول مثل أمريكا والصين بموضوع التطبيقات الذكية وتشن الحروب والمعارك الاقتصادية بسببها؟

أمريكا والصين من الدول العظيمة، ومن أسباب عظمة هذه الدول القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والقوة الناعمة، وأضف إليها القوة التكنولوجية وأهمها (التطبيقات الذكية).

هناك ملايين التطبيقات موجودة على المنصات العالمية مثل: غوغل وأبل وويندوز، ولكن لا ينجح منها إلا القليل وأغلبها من أشخاص وليس من شركات محترفة، وأهمية هذه التطبيقات الناجحة وتأثيرها، تصل إلى ملايين البشر حول العالم، وإذا نجحت تُدر على الدولة مليارات الدولارات، وتخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة بالإضافة لامتلاك معلومات شخصية عن ملايين المستخدمين، بحيث يمكن استخدامها بطرق سياسية وتجارية وحتى أمنية، فالمسألة لم تعد مجرد (تطبيق والسلام)، فهل استوعبنا مدى أهمية هذه التطبيقات على بعض الدول.


فمثلاً الدولة التي تمتلك (أمازون) لديها أجهزة وذكاء اصطناعي يستطيع تحليل شخصيتك ومزاجك وصحتك وهواياتك عن طريق ما تشتريه عبر موقعها، والدولة التي تمتلك تلك المعلومات تذهب إلى جهاز حاسوب يعتبر الأكبر والأقوى في العالم.


في تلك الدولة يعلمون عنك كل شيء، ماذا يثيرك، وماذا يعجبك، وبناء على ذلك يتم (التعامل معك) كشخص عادي أو تصنف حسب عائلتك أو مدينتك أو دولتك أو إلى مجموعة تنتمي إلى نفس الدين أو المذهب أو نفس اللغة، أو حتى مشجعي نفس النادي بحيث يتم غسل دماغك وتحريكك بدون أن تشعر وفق توجهاتهم.

هل نستوعب أن دولة أو شركة تمتلك كل تلك المعلومات عن مليارات البشر تستطيع أن تعلم إذا ما كنت عدواً أو شريكاً مستقبلياً لها؟ وهل يدرك البعض مدى خطورة هذه التطبيقات؟

الصين مثلاً ترفض وجود برامج وتطبيقات (غير صينية) يستخدمها الموظفون الحكوميون أو حتى الفرد العادي في الصين، خوفاً من حصول (دول معادية) أو منافسة على معلومات يعتقدون أنها (في الحفظ والصون)، لذلك نجد الصين لديها برامج مثل غوغل وواتساب وأوبر ولكنها صينية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع استخدام تطبيق تيك توك الصيني في أمريكا بعد أن وصل عدد مستخدميه إلى ما يقارب 100 مليون أمريكي، فأين حرية الرأي والاقتصاد التي يتغنون بها؟

إذن، هكذا تحمي الدول العظيمة مصالحها، فماذا يفعل المواطنون والشركات والحكومات الأخرى؟