الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

النشر العالمي.. تقوده امرأة عربية

قبل عدة أيام شاهدت فيلماً حول حياة الروائية الإنجليزية ماري وولستنكرافت شيلي، وهي ابنة المفكر وليليام غودوين، والكاتبة ماري وولستونكرافت التي عرفت بأنها من أوائل من دافع عن حقوق المرأة عبر كتابتها، التي بزغت في عصر كان فيه للثقافة والأدب حضور قوي للذكور أكثر من الإناث، فسرعان ما تم وصمها «بالتحرر» الذي كان يستنكره المجتمع آنذاك بالنسبة لامرأة.

توفيت الأم وكبرت ماري على القراءة وتزوجت بعد قصة حب طويلة ومجنونة من الشاعر بيرسي شيلي، وبينما هي كذلك كانت دائماً ما تدون يومياتها وتعمل على رواية من الخيال العلمي حملت اسم «فرانكنشتاين» تعالج فيه موضوعات الماورائيات وعالم الأرواح، في إطار لم يخلُ من الطرح الفلسفي والوجودي.

ماري واجهت صعوبة في إيجاد ناشر يعترف بعملها المبدع لكونها امرأة ما أصابها بإحباط، فقررت بيأس أن تنسب عملها لزوجها الذي بدوره فاجأ مجتمعه بالحقيقة، ليتحول هذا العمل اليوم إلى واحد من أهم أعمال أدب الخيال العلمي وتستوحى منه الأفلام السينمائية.


معاناة ماري تشبه معاناة العديد من الكاتبات اللاتي كانت المجتمعات المتحضرة منها قبل المتأخرة تستنكر فيها وجود امرأة مفكرة وقارئة وواعية، إلا أن الحال سرعان ما تغيرت وبقيت شوائبها موجودة بلا شك.


فاليوم، نفرح معاً كنساء عربيات وإماراتيات بأن المرأة بلغت مراحلها الذهبية مع ما تحظى به من وجود مؤثر في عالم النشر والكتابة والترجمة والحضور اللافت في المعارض والمؤتمرات العالمية، ويتضاعف الفخر اليوم بتتويج الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسةً للاتحاد العالمي للناشرين، في خطوة تحسب للنساء العربيات وتعلق عليها الآمال في الوقوف على التحديات التي تعيق تقدم هذا الميدان.