الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

ها نحن.. فأين أنتم؟

كانت فكرة مستحيلة في وقتها، فماذا يستطيع مجموعة من أهل البحر والبر لا يجيدون القراءة والكتابة أن يقدموا للعالم؟ القادة المؤسسون كانوا يريدون تأسيس اتحاد يجمع شتاتهم، ووطناً يحمي مستقبل أبنائهم، لكن البعض شكّك في هذا الاتحاد الجديد، فهناك دول سبقتنا في المنطقة العربية ولها شعوب مثقفة ومتعلمة، فشلت قياداتها في تحقيق تجربة الوحدة أكثر من مرة.. فكيف بهؤلاء البدو أن يفهموا معنى الوحدة العربية؟، لقد حدثني بعض من كان شاهداً على الخطوات الأولى للاتحاد، أنهم كلما سافروا إلى بلد شقيق من أجل التعاون وتبادل الخبرات، كانوا يُستقبلون بترحاب طالما أن هناك مصالح تفيدهم، ولكن بعضهم كان يضحك في سره، ويقول: ماذا يستطيع هؤلاء تقديمه لنا ونحن نمتلك طرقاً ومطارات ومستشفيات ومدارس وهم لا يمتلكون شيئاً؟ ومن يخبرك بأن التحديات كانت مجرد مصاعب مادية فهو جاهل، حيث كانت التحديات المعنوية والنفسية أصعب وأقسى على نفوسهم ولم يحبطهم ذلك.

نحن اليوم نسير إلى العام الـ50 من تجربتنا الاتحادية والتي أصبحت (نموذجاً يحتذى) على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، ويأتي في سياق متدرج وهادئ ومتزن، حملته من صفات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، حمل أمانة المؤسسين واستمر في دعم مسيرة الاتحاد، فكان هدفه بناء الوطن والمواطن، فعرفت دولة الإمارات ازدهاراً متواصلاً في شتى المجالات، بفضل مبادراته التي لم تتوقف عن خدمة البلاد والعباد، وتُسهم في الاستقرار وتوفير الحياة الكريمة والرفاهية.

إن البحث عن المركز الأول لدولته وشعبه كان هاجس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فحطم المستحيل في التعمير والإنماء في البر والبحر والفضاء، ولم يبخل في مد يد العون للأشقاء، فهذا ديدننا من أول يوم قام فيه الاتحاد، وحتى يومنا هذا، الذي تصدر فيه الإقامة الذهبية للعلماء والمبتكرين والأطباء والمهندسين وأوائل الجامعات والثانويات العامة للعيش في الإمارات، لتكون بيئة خصبة لإبداعهم وعيشهم، ولا تستقطب الإمارات الإرهابيين والظلاميين وأصحاب الفتن، ففرق كبير بين قيادة الإمارات والقيادات الأخرى.


الإمارات تسهم في إنقاذ العالم من خلال تقديم المساعدات الطبية العاجلة لكل من يحتاجها خاصة في أزمة كورونا، في الوقت الذي كانت دول عظمى تقوم بالقرصنة على بعضها لسرقة الأدوية، فالإمارات اليوم أصبحت مركزاً لوجيستياً عالمياً لمساعدة البشرية.. فها نحن.. فأين أنتم؟