السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الإمارات.. دولة الإنسان

قد تكون الإمارات هي الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث والمعاصر التي ارتبط جوهر وجودها وكل إنجازها الحضاري وحضورها الدولي بإنسان؛ هو الشيخ زايد رحمة الله عليه، استطاع هذا الإنسان أن يبني دولة بالإنسان وللإنسان، وأن يبدأ بتوحيد الإمارات السبع، وأن يجمع حوله بحكمة وصبر حكامها، وأن يحقق التجربة الوحدوية العربية الوحيدة التي استطاعت الصمود والاستمرار، وحققت التنمية، والرفاهية، والازدهار، وأنجزت في جيل واحد ما يحتاج إلى قرن من الزمان.

وهنا يأتي ثاني الإنجازات وهو بناء دولة حديثة لشعب مستقر وسعيد، وقد كان التحدي الأكبر هو كيف يمكن انتشال غالبية سكان الإمارات من حالة الفقر والمرض والأمية، وانعدام وسائل الحياة الحديثة؟، وكيف يمكن إقناع الناس بأن الاتحاد هو خير عميم على الجميع لذلك عليهم التمسك به ودعمه؟، هنا جاءت حكمة زايد في مشاركة خيرات الأرض مع جميع سكان هذه الأرض، وهنا كانت البداية بالإنسان؛ ومن الإنسان بدأ بناء دولة حديثة على كل المستويات.

ومع بناء الدولة الحديثة جاء الإنجاز الثالث، وهو ترسيخ هوية واحدة لأبناء الإمارات السبع، فأصبح الجميع يفخر بأنه إماراتي، وأنه من عيال زايد، وكان ذلك ثمرة من ثمرات عدله الذي يشهد به الجميع، فقد نجح زايد الإنسان والقائد في بناء مجتمع العدل، والتعاون والتراحم، والتسامح، والانفتاح على جميع بني البشر.


ورابع الإنجازات التي حققها زايد القائد والإنسان الحكيم هي رعاية واستثمار النعم التي أنعم الله بها على الإمارات، فعلى الرغم من وجود الثروة النفطية، إلا أن حكمة زايد دفعته للاهتمام بكل مصادر الخير ولو كانت بسيطة، ويمكن أن تتجاهلها وتهملها الناس في زحمة الخير الذي أفاض الله به على البلاد.


وخامس الإنجازات كان بناء مجتمع يقوم على حكم القانون، وسيادة القانون، وأن جميع الناس مواطنين، ووافدين، وزائرين سواسيةٌ أمام القانون، فكانت الإمارات واحدة من أكثر دول العالم نجاحاً في تحقيق حكم القانون.

وسادس الإنجازات ترسيخ علاقات مع دول الجوار والعالم تقوم على الحكمة والتوازن وبعد النظر؛ فكانت علاقات الإمارات مع جيرانها ومع العالم العربي علاقات أخوية عميقة تترفع عن صغائر الأمور، ولا تدخل في صراعات ولا صدامات، تمد يد العون للجميع.

وسابع الإنجازات وضع الإمارات في موقع دولي يقوم على أولوية العمل الإنساني والتعاون الاقتصادي والعمل الخيري.. لقد ترك الشيخ زايد رحمة الله عليه ميراثاً من المحبة في كل الدنيا لا يقدر بمال، ولا تساويه كل كنوز الأرض.