الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

أبشر بسعدك يا وطن

في عيد الوطن لا نستذكر تاريخاً لقيام دولة الاتحاد، بل نستعرض إنجازات ومعجزات مؤسسي هذا الاتحاد، منذ أول ساعة لنضم هذا العقد الوحدوي الفريد، الذي حوّل الوطن إلى ورشة عمل دؤوب تسابق الزمن، في أُتون تحديات جمّة ذللتها قوة الإرادة، وحقيقة التصميم، على تحقيق المستحيل، ليصبح كل مستحيل بفضل الله، وبهمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قاعدة للانطلاق نحو الآفاق، ليرفرف مع راية الإمارات.

ومع كل ذكرى وطنية، سجل حافل لمسيرة عمل وجهد متواصل، وعلامات فارقة من الإنجازات المذهلة، التي أضحت نموذجاً في أفضل الممارسات في فن الإدارة المؤسسية والحكومية على مستوى العالم.

ففي كل يوم، لا بد من منجز جديد، ومشاريع تنافسيَّة جديدة، وخطط تنموية وخدمية، وقرارات حضاريّة يتجلى فيها فن ورقي الإدارة الإماراتية، كانت حصيلتها قائمة طويلة من الاستحقاقات في مؤشرات التفضيل سواء في مجال رفع معايير جودة الخدمات، أو الاستدامة، أو الإدارة والتطوير المؤسسي والحضاري، والاقتصادي، والرضا العام، أو على صعيد الأداء السياسي الداخلي والخارجي، نجد أن الإمارات هي الخيل السبوق في معظم تلك المضامير بكل امتيازاتها.

فعيد الوطن، هو احتفاء بمنجز الإنسان، وبما حققته إرادته، في ظل قيادة كانت ولا تزال في كل لحظة تقدم الدعم، وتحث على المنافسة، والجودة، والترقي في جميع المجالات، قيادة حكيمة تنظر إلى المستقبل، وترى اسم وطنها ليس على أعلى القمة بل تصنع قممها بين قمم المستحيلات، وفق رؤيتها وتجربتها الخاصة.

واليوم، مثل كل يوم، نستذكر سيرة والدنا الغالي زايد الخير، طيّب الله ثراه، في كل تسجيل صوتي أو متلفز له يتردد على مسامعنا، كأنه بيننا لم يغب عنا حاضراً في وجداننا حكمة ووصايا غالية.. نتيقن بأن زايدنا لم يغفل لا عن شاردة أو واردة في وصاياه التي كان يأتمننا عليها في كل حديث من قلب والد لأبنائه، وكأنه استشرف مستقبلنا، ليأتمننا على وطن نستحقه ويستحق منا أن نبذل له كل غالٍ ونفيس، لنقول له بقدر عطاياه ومزاياه، بقدر ما منحنا من عز وفخر الانتماء له: أبشر بسعدك يا وطن.