الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإبداع من أجل السلام

إذا كان للإبداع دور في إحلال السلام في عصر الحروب والصراعات الدمويّة القائمة المدمرة للأوطان وللإنسانية، خصوصاً في المنطقة العربية.. فهل المبدع مسؤول عن نشر مبادئ السلام وثقافة الحوار والتعايش السلمي ومحاربة التطرف والإرهاب؟ وهل يقتصر دور الأديب والشاعر على تصوير المجتمع والعالم حسب أيديولوجيته وفكره، أم تُلقى على عاتقه مسؤولية توظيف كلمته وجهوده لتحقيق السلام في المجتمع؟

تلك هي الهموم التي أرّقت بال الشاعرة والكاتبة «وفاء عبدالرزاق» وحَمَلتْها على تأسيس منظمة عالمية للإبداع من أجل السلام في مطلع أغسطس 2016 في لندن، واتّخذتها هدفاً لإبراز الجانب الإنساني والثقافي والحضاري والفكري للمنضمِّين إليها والحاملين لفكرتها، الساعين إلى نشر رسالة السلام لتحقيق تعايش إنساني سامٍ بين شعوب العالم، من خلال التفاعل الثقافي والفني والأدبي، وإبراز دور المثقف والمبدع كفاعل ومؤثر في الوعي الإنساني.

إن الإرهاب بنوعيه الفكري والمادي مرض استشرى عالميّاً، ومعالجة الإرهاب الفكري بالتوصل إلى الحد منه تكمن في التعرف على أسبابه بالتواصل مع ثقافات الشعوب الأخرى من جميع أنحاء العالم، وعمل توافق ثقافي بين منظمات المجتمع المدني الأخرى ذات الأهداف الواحدة، وإقامة فعاليات وبرامج والمشاركة فيها بهدف نشر رسالة المنظمة الداعية إلى السلام والتواصل الثقافي العالمي والعربي، والنهوض بقدرات أصحابه والتقارب والتعارف بين مبدعي العالم أصحاب الهم الإنساني النبيل، وتغيير الفكر الظلامي بالجهود الجماعية المكثفة حول التوعية.


لقد استطاعت المنظمة في وقت قصير أن تكون نبراساً عالميّاً، حيث فتحت فروعاً لها في دول العالم بلغ عددها 43 فرعاً، ونجحت في استقطاب عدد كبير من المبدعين العرب وغير العرب، وتسعى إلى توسيع دائرة عضويتها لتشمل أكبر عدد من المبدعين من أنحاء العالم.


ومن خلال إقامة مئات من الحملات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية التي جمعت المبدعين والمبدعات والمهتمين بالشأن الثقافي من أجل نشر مبادئ السلام، والتعايش السلمي، وتمكين المرأة، والدعوة إلى الحوار الثقافي، ونبْذ العنف والفكر المتزمت والظلامي، سعت المنظمة إلى تكثيف جهودها لتكريس هذه المبادئ وجعلها الهمَّ الأول عند المبدعين ولا سيما المبدعين العرب.

ومن ضمن الفعاليات الكثيرة كانت حفلة تكريم كبار المبدعين من العالم العربي وغيرها، حيث بادرت رئاسة مكاتب المنظمة بالهند بعقدها مؤخراً على منصة افتراضية، جرى فيها تكريم 20 من كبار المبدعين من 15 دولة عربية وغير عربية.