السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

رحلة إلى الكوكب الأحمر

بعد أن كان القمر وجهة العشاق وبوصلة الأحبة، وجنّة خيالهم، وكانت الحبيبة تشبّه بذلك النجم الساطع المضيء في دجى الليل، قبل أن تزودنا الرحلات الاستكشافية بصورة صادقة عن واقعه والحفر الكثيرة التي ظهرت في الصور، انشغل الناس اليوم بالحديث عن الكوكب الأحمر (المريخ)، جار كوكبنا الأرض الذي يشابهه في الفصول السنوية، والذي يمكننا رؤيته من كوكبنا الأرض، والذي تستمر الدراسات لمعرفة إمكانات الحياة عليه، مثلما لم يتوقف الإنسان عن رحلات الاكتشاف والبحث لمعرفة إمكانية الحياة على كواكب أخرى، في ظل الثقب الذي حدث في طبقة الأوزون والكثافة السكانية على كوكب الأرض.

ومسبار الأمل ـ أفضِّل تسميته بمسبار الإمارات ـ لاكتشاف المريخ هو إنجاز أرادت له الإمارات أن يكون إنجازاً عربياً نفتخر به.

ومن خلال تصفّحي لموقع وكالة الإمارات للفضاء اطلعت على كثيرٍ من أهداف الرحلة الإماراتية الاستكشافية، ومنها بشكل أساسي رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ.


وقد عاد بي المشهد الذي يتابعه العالم أجمع حول رحلة الإمارات إلى كوكب المريخ إلى كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرجل المثقف الذي استمتعت بعباراته في كتابه الذي أعتبره إضافة معرفية وتاريخية، فمن العبارات التي استوقفتني في وسط هذا الإنجاز الإماراتي: «أعشقُ تحطيمَ حواجز جديدة أمام شعبي، أحبُّ الوصول إلى قمم غير متوقَّعة». واليوم وصلت الإمارات إلى فضاء خارج نطاق عالمنا، إنه إنجاز تولّى مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحله.


والأفلام الخيالية والحسابات العلمية التي كانت خيالاً وتخميناً هي الآن واقع نعيشه، مع كل إنجاز إنساني جديد، يصنعه الإماراتيون اليوم بنكهة عربية.