الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإمارات.. الحكمة والإيثار

بما أن للأشياء رتباً وحقوقاً تتطلبها ولها بدايات حدود ونهايات تصل إليها ولا تتجاوزها، ولها أوقات لا تسبقها ولا تؤخرها، فللحكمة مراعاة خاصة لهذه الفرضيات بأن تعطي كل مرتبة حقها، الحلم، والأناة، والعطاء، بأن يبلغ المرء في استدلالاته البصيرة، وفي إرشاداته الحقيقة، فإن المتعاون هو إنسان معطاء، يتمتع بقدرته على نكران الذات والتسامح.

فالوعي بأن يكون إيجابيّاً متفاعلاً حيويّاً لكي يكون قادراً على تحقيق طموحه بحياة أجمل، ربما هو الشرط الأساسي لتحقيق هذا الهدف، وحتى يكون معطاء ينبغي أن تكون لديه قدرة على التعاون مع الآخرين، والتحلي بالإيثار، ونبذ الأنانية، والتعامل وفق الفطرة السليمة التي تنحو باتجاه الخير، وتذهب إلى نشر المساواة والعدل في بناء منهج سلوكي يحفظ كرامة الجميع.

في هذا الإطار ينبغي أن يذهب المرء في تفكيره ورؤيته، وفي سلوكه نحو بناء سليم للقيم والفكر، وفي منظومة العمل أيضاً، كنوع من التربية النفسية والاستعداد الدائم للعطاء من أجل تقديم الأفضل في الأعمال وغيرها، وغالباً ما يعود هذا النوع من الإيثار بسعادة غامرة على من يؤديه تجاه الآخرين.


في معظم الأحيان يكتسب الإنسان سمة العطاء من محيطه العائلي والاجتماعي عموماً، ومع تقدم العمر، يكون أكثر فهماً لهذه القيم في بناء المجتمع وأكثر استعداداً للقيام بالتضحية من أجل الآخرين، هذه هي المزايا التي يتحلى بها المجتمع الناجح، حيث يتصف معظم أفراده بأكثر القيم إيجابية، والاستعداد الدائم لمدِّ يد العون هو العنوان الذي يتقدم سيرتهم الناجحة.


بهذا، فإن الشخص المعطاء يساوي نفسه مع الآخرين، ويقتسم معهم كل ما يملك، أو يكون على استعداد أكيد لتقاسم ما يملكه مع الآخرين، وهكذا تكون إحدى يديه في خدمته، والأخرى في خدمة من يحتاج إليه.. المعنى هنا مجازي بطبيعة الحال، حيث يكون في حالة من الرضا النفسي للعطاء والبذل من أجل غيره، على ألّا ينحصر العطاء في فئة معينة، وبتفشي هذه الحالة مع توفر التسامح مع الحكمة يتبدد المستحيل.

وعليه، عندما يكون العطاء شاملاً، يعطي كل شيء حقه ولا يعدو حده، ولا يعجل عن وقته، ولا يؤخر عنه، مع مزاوجة معطيات إدارة الحكمة بالقرارات التي تتسم بوعي عالٍ وعمق تحليل وتجذیر معرفي تتحقق الرفاهية، بحيث يتم توسیع المشاركة، وتقاسم المعرفة والحكمة، وإثراء الخبرات والمهارات في الأداء والمهمات، وهذا سيسهم بدوره في بناء الجدارات الجوهرية المميزة والمستدامة للمجتمعات كما هي حال الإمارات.