الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نساء.. يكسرن الصمت

بعد عدة أيام، وتحديداً في الثامن من مارس يحتفل العالم بيوم المرأة، فيه دول قطعت أشواطاً طويلةً على صعيد منحها حقوقها ورفع الظلم عنها والعمل على إقرار التوازن والمساواة بينها وبين الرجل.

عندما نحتفي بيوم كهذا، لا يكفي أن نرفع شعارات رنانة بالإنجازات التي حققتها نخب معينة أو بالمكتسبات التي انتزعتها النساء في ميادين العمل بعد سنوات من الصراع الذي لا يزال ضمنياً يزعج بعض الذكور ممن يرون أن المرأة زاحتمهم وأخذت شاغراً هم أولى بملئه.

فهي من الأجدر أن ترعى بيتها وتربي الأبناء وتطعم الأمعاء، بل لا بد أن ننبش ملفات ظلت راكدة لفترة من الزمن هي غلال الصمت المجتمعي، نتيجة ذكورية بعض المجتمعات والخوف من الصوت العالي للمرأة، الذي قد يعتبر مؤشراً على التحرر والتمرد كما يراه الخائفون على سلطتهم.


اليوم تغيرت الحال، والذي كان في وقتٍ ما ممنوعاً الحديث عنه أصبح ممكناً حتى في المجتمعات ذات النزعة القبلية والفكر المحافظ، فمثلاً تابعت مؤخراً فتيات وسيدات يسردن تجاربهن مع التحرش سواء من المحارم أو في مقار العمل والأماكن العامة، ومنهن من يدمرن صلة القرابة تحديداً بعد أن كان مجرد التلميح في أمر كهذا يعتبر سيفاً يوضع على أعناق بنات حواء.


ففي وقت ما كانت هي الملومة بحجة عدم احتشامها ورسمها الحدود، مستبيحين وحشية الذكر وحيوانيته التي مهما تطور مقامه وعلمه يرجع لبدائيته في حضرة الشهوة الجنسية!

الصوت المقبل أراه أكثر قوة ووعياً من شابات تظهر وسائل التواصل الاجتماعي مدى الشجاعة والجرأة التي يمتلكنها للمحاججة دون عقدة التبجيل، ولسرد تفاصيل، وتوجيه أصابع الاتهام، والمطالبة بتشريعات وعقوبات أكثر صرامة.