الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في حبّ زايد.. والوطن

في بداية قيام الاتحاد، كان هاجس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، تحريك عجلة العمل في البلاد، وجذب أبناء القبائل، وإشراكهم في عملية التأسيس، فنشطت في تلك المرحلة أعمال البناء والمقاولات، فأصبحت إمارات الدولة أشبه بورشة عمل كبيرة، وفي خضم ورشة العمل المتواصلة سعى جاهداً لتثبيت القواعد الأساسية لتدعيم عملية البناء، فبدأ بالتعليم، وحثَّ عليه أبناءه المواطنين، لأنه لم يراهن إلا عليه.

ولشدة حب زايد للتعليم، كان يحرص على حضور حفلات تخريج أفواج طلبة جامعة الإمارات، وكان بريق الفرح، يتقافز من عينيه، وهو يسلمهم شهادات التخرج، مستشرفاً مستقبل الوطن الزاهر في محياهم؛ ليمضي قُدماً في مرحلة التأسيس بعزم، وقوة، وإصرار، وبطموح أكبر، وبأحلام لا سقف لها.

اليوم، الإمارات، وعلى مشارف عقدها الخمسين من مسيرتها الاتحادية المباركة، تتأبَّط أجندة استراتيجيَّتها بوثوب باهر، الذي تجاوز شرط الزمن والحلم، وسقف الطموحات، والأحلام، حتى وصلت إلى المريخ، لتثبت - عمليّاً - للعالم أن الكيان الوحدوي الإماراتي، ليس كياناً طارئاً، مرهوناً بحقل نفط، أوغاز، أو بتجمع بشري، بل جذراً محوريّاً، عربياً، قومياً، فاعلاً في محيطه العربي والعالمي، يزداد ثباتاً ورسوخاً وتطوراً يوماً بعد يوم، بالرغم من كل التحديات، والمنعطفات السياسية، والاقتصادية التي شهدها، ويشهدها محيطها الإقليمي، والعربي، والعالمي.

فتفرد التجربة الإماراتية، ليس في قوة بنائها الوحدوي، أو في تميز أدائها السياسي الداخلي، والخارجي المتزن، أو بمتانة نظامها المؤسساتي، بل في استمرارية تطورها الحَوْكَمِي، والإداري، المطرد، بالتوازي مع مخرجات التعليم، والمتغيرات العالمية، المواكبة لاحتياجات، ومتطلبات كل مرحلة من مراحل التطوير فيها.

ولطالما أصبحت الإمارات تمتلك تجربتها الإدارية الخاصة، والثقة بكفاءة وتنوع كوادرها البشرية، الوطنية، وبعد تخطيها لمرحلتي التأسيس، والتمكين، بثبات، أصبحت التنافسية، الإماراتية، العالمية، مطلباً استراتيجيّاً، واستناداً، وتذكيراً، بكلمة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال: «إن شرط التنافسية اليوم، لا يرتكز على صِغر، أوكبر مساحة أي دولة، بل يستند إلى شرط الجودة».

والإمارات بكل فخر، وثقة، استطاعت أن ترسّخ لهذا الشرط داخلياً، وعالمياً، وتكرسه على جميع المستويات، وفي كافة القطاعات، بكفاءة وجودة إماراتيَّة مئة بالمئة.