الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حمدان.. شمس وطنٍ لم تغِب

تتعدّد أشكال الرسائل الربّانية في كل الأزمنة، فتتجلّى أمامنا أحياناً في أرض وكيان، أو أحداث ومواقف، أو على هيئة بشر، ونحن إذ نطْوي صفحات أعمارنا نستشعر رهبة اليقين الذي يجيء حين يخصّنا الله بنعمة المرور بتلك الرسائل، واستبصار المعاني، ثم السؤال الذي يلوّح إلى ناصية التأمل: كيف لقيم عميقة أن تُختزل بكل هذه الخِفّة، على مدى 75 عاماً، في إنسان واحد؟.. قد جاء في حياتنا كرسالة عطِرة، ونحن ببصيرة المؤمنين نحاول قراءة فحواها بكل امتنان.

حمدان بن راشد آل مكتوم، كان رسالة غزيرة المعاني، عبّر لنا عن قيمة الوطن فصار أحد أعمدته، وعبّر لنا عن قيمة التكاتف فصار بأكمله قلباً نابضاً للجميع، كيفما قلّبنا سيرة هذا الرجل وجدناها سقيا للروح والعين، ومع كل كفٍ حانية منه انبلج نور من بقاع مختلفة من العالم، فمن يزعم أن الإنسانية محصورة في بقعة جغرافية واحدة، فهو لم يعرف حمدان، الذي تجاوزت إنسانيته الحدود الجغرافية والعرقية، وجسّد الوطنية العالمية في أفعاله، فكان خير سفيرٍ لوطنه وشعبه.. تركنا فخورين، ممتنّين، متأمّلين في صنعه ومآثره.. تركنا طلاباً نتعلّم من سيرته في حياته وبعد مماته.

كان قدر الشيخ حمدان أن يكون بنّاءً لوطن، وأن يعلّم، ويداوي، ويرمّم. كان قدره أن يعمّق مفهوم الوطنية مع كل خطوة، فصار لنا سنداً ومرجعاً. عين على مسؤولياته، وعين أخرى على شعبه، رغم انشغاله مجيب، شاهقٌ وقريب. سخّره الله للخير، ودبّر على يديه الخير.


المُحبّ لا يرحل، والأوفياء لن ينسوا. حمدان بن راشد آل مكتوم، شمس من شموس هذا الوطن.. ستظل تُشرق في قلوبنا للأبد.