الشعور بمعاناة الآخرين، وبذل المال في سبيل إسعادهم، ميزات متجذرة في شعب الإمارات، ترسخت منذ عهد المغفور له؛ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه - وتواصلت في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله - فالمكسب الحقيقي لشعب الإمارات؛ هو الإحساس بالسعادة ؛عندما يسعد المحتاج والمتعفف والفقير، وترتسم البسمة في وجوههم.
وفي هذا الإطار تأتي مبادرة «100 مليون وجبة»، التي تتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك، وتعد مثالاً آخر على مبادرات العطاء المتجددة، في هذا البلد، وهي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله - والهادفة إلى إيصال الغذاء إلى 20 دولة، بدءاً من غانا غرباً وحتى باكستان شرقاً، وأجمل ما في المبادرة، أنها تشجع الأفراد ورجال الأعمال والمؤسسات على العطاء، وتشعرهم بمسؤولياتهم تجاه إطعام الآخرين، وسد احتياجاتهم المعيشية الأساسية.
وتعد المبادرة فرصة لأصحاب الأموال والأفراد، الباحثين عن منافذ رسمية، لتوجيه أموال زكواتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم بشكل منظم، وبعيداً عن العشوائية، ففي هذا الشهر المبارك؛ يستغل المتسولون والمحتالون توجهات الناس، في الإنفاق والعطاء، للاستيلاء على أموالهم، بغير وجه حق، والناس عندنا ميَّالون للعطاء، مما يضيع على المحتاجين الحقيقيين، الحصول على تلك الصدقات والاستفادة منها.
لقد أثرت جائحة كورونا على أوضاع الناس الاقتصادية، وتسببت بفقد كثير من البشر لوظائفهم، وتركت معظم الأسر ومستقبل أطفالهم في مهب الريح، وتأتي حملة «100 مليون وجبة» في هذا التوقيت، لتحمل بشارة لهؤلاء بأن الدنيا لا تزال بخير، وأن أيادي الإمارات الخيرة ممتدة بحب لمساندتهم.