الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لا تحمِ طفلك

تمتع آباؤنا وأجدادنا بالكثير من الصبر والتحمل، ونلاحظ هذه الخصلة في مواجهتهم لمختلف شؤون الحياة، وفي ما يواجههم من تحديات وعقبات، وفي علاجهم للمشاكل التي تخرج وتصبح واقعاً يجب التعامل معه، فالصبر والأناة والتحمل، هي البوصلة والموجهة والمتحكمة بردة فعلهم بل في طريقة وضع الحلول والعلاج. ومن هنا باتت قيمة الصبر بل التحمل قيمة مهمة، فهي تجنبنا التعب وأيضاً تسمح لنا بالإنجاز والعمل بروح مميزة ومستعدة للتحديات. الحقيقة أن الحياة المعاصرة أيضاً تحتاج لهذه الخصلة، بل لعلها باتت أهم لأن خلال مسيرتنا الحياتية نتعرض لعقبات متنوعة وصعاب عديدة، ويجب أن نتحلى بخصال الصبر وأن يكون التحمل جزءاً لا يتجزأ من تفكيرنا وتوقعنا. والحقيقة أن هذه الخصلة تحديداً مطلب أن نغرسها في قلوب وعقول أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، وأن نربيهم ونعلمهم ونرشدهم إليها وأن تكون خصلة تكبر معهم. فهذا هو الفيلسوف جان جاك روسو، يقول: «التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شيء سيحتاج لمعرفته». لذا أعتقد أن المبالغة في حماية أطفالنا، وتقديم كل ما يحلو لهم وتلبية طلباتهم، توجه لهم رسالة خاطئة عن الحياة، أما تدريبهم على كيفية مواجهة الصعاب، وكيف لهم تجاوز العقبات، وكيف يبدؤون بعلاج المشاكل، فإن هذا جميعه يتطلب الصبر وسعة البال وتحمل الضغوط والمنغصات. لنعلّم أطفالنا ما ينفعهم ويحميهم ويقوي حضورهم ويجعل منهم سعداء وفي صحة جسدية ونفسية.