الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

زايد حيٌّ في قلوبنا

إن «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 من شهر رمضان من كل عام، الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنما هو تجسيد للقيم الإنسانية النبيلة الراسخة التي تركها من قيم العطاء والإيثار والحب والوفاء وفعل الخير، التي شكلت المواصفات والطباع الشخصية البسيطة والنقية لشعب الإمارات.

تأتي هذه الذكرى علينا، وكأن أبانا الشيخ زايد لم يرحل من دنيانا، فصدى ذكراه لا يزال يترنم في قلوبنا وكأنها سيمفونية تعزف لحن حب زايد، هذه الفلسفة العميقة التي تميز بها حكيم العرب جعل هذا القبول والتقدير وكأنها ملحمة وجدانية ممزوجة بالعواطف والشجون والذكريات، لا يعي مداه وشوقه وألمه غير شعب الإمارات أو من وطئ أرضها وارتوى من خير يد زايد.

حين تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي في 6 أغسطس 1966 بتسخير عوائد النفط على مشاريع التنمية وبناء البنية التحتية من أجل تسهيل سبل العيش على المواطنين والمقيمين على أرضه، حيث كان يقول: "لا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب".


وعندما شرع في تأسيس الدولة الاتحادية، والتي انطلقت على أثرها أضخم عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة قال وقتها "إننا سخرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً منّا بأن هذا الشعب صاحب الحق في ثروته، وأنه يجب أن يعوّض ما فاته ليلحق بركب الحضارة والتقدم".


كيف ينسى شعب الإمارات من زرع بذرة الاتحاد ليست فقط في جغرافية الإمارات بل زرع حب روح التعاون والاتحاد في جميع الأقطار العربية، ومن أهم تلك الأحلام التي تحققت في عهده: وحدة التعاون لدول مجلس التعاون الخليجي، فقد كان دائماً يتطلع إلى أبعد من ذلك، إلى تشكيل وحدة عربية هدفها جمع الصف العربي لمواجهة الأطماع الداخلية والخارجية، ناهيك على أنه حوّل رمال الصحراء القاحلة إلى نهضة لم يشهد التاريخ مثلها، وحوّل كل أحلام شعبه إلى حقائق نعيشها الآن بعد وفاته، وبرعاية وصون لدستور خطه في مسيرة حياته.