السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لا فكاك واقع

كما هو معروف فإن الإنسان يمر بتغيرات كبيرة ومتعددة ومستمرة، ولعل أوضح وأهم تغير نتعرض له جميعاً ولا خيار لنا في إيقافه هو التقدم في العمر، ويصحب هذه العملية تغير في الطباع والميولات وأيضاً في الاهتمامات، وهذا بديهي، فلا يمكن أن تكون اهتمامات فتى في مقتبل العمر ويعيش في مرحلة المراهقة مماثلة أو تشبه رجلاً تجاوز الستين أو السبعين من العمر، لذا مثل هذا التغير ليس خياراً، ولا هو بيد أي واحد منا وقفه أو تعديله أو حتى إنكار حدوثه فهو ماثل وواضح، لأنه شامل يتجاوز الشكل والبنية الجسدية وأيضاً يشمل الأفكار والاهتمامات والخبرات والأولويات. وهكذا يكون التغير جزءاً حيوياً ومهماً من مسيرة الإنسان ونموه، وهذا النمو لا يتعلق بالجسد وحسب، وإنما يتجاوزه إلى النمو الذهني واتساع الأفكار وتشعبها وأيضاً يصل إلى الطموحات والغايات التي نريد تحقيقها. وكما أنه لا يد لنا في تلك التغيرات العمرية والتي تغير تماماً إشكالنا فإن الكثير من مسلماتنا الحياتية أو نظرتنا وأولوياتنا هي أيضاً تخضع لقانون المراجعة والتغيير. البعض يؤكد أن أفكاره في موضوع ما هي كما هي، لكن الذي تغير طريقة تعاطيه والأسلوب، وهنا يحضر التغير بطريقة أو أخرى. لذا لا أجد مبرراً ولا أفهم سبباً لمن يرفض التغيير ويعتبره خطأ أو يخشاه، والحقيقة أننا سواء رضينا به أو اصطدمنا معه هو يمضي ويبدلنا دون أن نعلم في البعض من الأحيان. وكما قال السياسي الأمريكي شيلز ديفيس: «التقدم في العمر إلزامي، أما التقدم في المستوى فهو اختياري». لذا ركز على أن تكون تغييرات إيجابية ومفيدة وطور من مهاراتك الفكرية والمعرفية، لتكون التغييرات لديك مميزة وطموحة.