السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ذو الاسمين!

في عالم الفن يكون انتصارك الأكبر هو أن تحافظ على عقلك، في حين تكون خسارتك العظمى هي أن تفقد قلبك، ولكن في عالم الحب يكون انتصارك الأكبر هو ألا تحافظ على عقلك، في حين تكون خسارتك العظمى هي ألا تفقد قلبك! لتبقى الحقيقة أنه ليس مستحيلاً أن تجد فناناً بلا عقل، ولكن عين المستحيل أن تجد عاشقاً بلا قلب، أليس كذلك؟

اسمه (جيرالد تيرويت) ولكنه معروف باسم (لورد بيرنرز) بين الناس، وربما عرف بالجنون ورقي الفنون وانعدام الإحساس، كان كاتباً وروائياً وملحناً ومؤلفاً موسيقياً، ورساماً جمالياً بريطانياً وخيالاً جامحاً حقيقياً، كان والده ضابطاً ملكياً في البحرية، ولذلك لم يستطع العودة إلى منزله بحرية، فنشأ (بيرنرز) على يد جدته شديدة التدين حد التعصب.

وأمه صاحبة المشاعر اليابسة حد التصلب، حتى إنه وصف هذه المعاناة، فكتب بما يبدو معناه «كان والدي منغمساً في الأمور الدنيوية، غير متسامح مع أي نوعٍ من الدونية، وكانت والدتي ساذجة ومتهورة، مترددة وغير متطورة، وهي دائماً في وجود زوجها، تصبح سوء حالتها في أوجها»

ابتكر الملحن (بيرنرز) بعض الهوايات البشعة! وللأسف لا فائدة منها ولا فيها منفعة، كاصطياد الحمام وتلوينها وتكميمها بالأقنعة! ثم استمر جموحه بطريقة وحشية وموجعة، حيث ألقى بكلب والدته من النافذة ليجبره على الطيران، وانتقلت غرابة أطواره إلى أساليبه في توزيع الألحان، ولكن الأغرب أنه حصل على الكثير من الاستحسان، الذي وصل لدرجة الإعجاب الشديد والهوس والافتتان! بالرغم من أنه كان يرتدي رأس خنزيرٍ في بعض الأحيان، بنية نشر الهلع وتخويف الجميع من حوله، ولعله أراد أن يخبرهم بمدى ألمه الداخلي دون الحاجة إلى قوله! حتى إنه بنى برجاً مرتفعاً بالقرب من مسكنه ووضع عليه لافتة خاصة: «ينتحر الأفراد من هذا البرج على مسؤوليتهم الخاصة!!»