السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

نساء «الصالة الرياضية»

اعتدت يوميّاً بعد أن أفرغ من ساعات عملي في الثامنة مساءً الذهاب إلى الصالة الرياضية التي تقع على بعد أمتار من مبنى التلفزيون، وكعادة العين الفاحصة لا تكف عن ملاحظة والتقاط العناصر والأحاديث المحيطة دون قصد التطفل، ولكنها عادة الكاتب والصحفي.

نساء يحملن أثقالاً بعزيمة وإرهاق واضحَين، وعلى زاوية ما سيدة مطلقة تروي مغامراتها ومعاناتها لأخرى تبدو متفاجئة، وبينهن فتيات صغيرات يتجمعن يومياً ضمن شلة يبدو أنها تبحث عن حرية الحديث، بعيداً عن الرقابة المنزلية والسلطة الأبوية، فالأحاديث جلها حول المغامرات العاطفية، وهناك أيضاً كثيرات يتدربن بجدٍّ، وأحاديثهن حول طرق التخسيس والشد والنحت وغيرها.

تساءلت في داخلي: لماذا رغم خروج النساء من الحيز الخاص مكاناً وهو المنزل لم يبرح بعضهن حيز التبعية المفروضة عليهن ليكون أكبر همهن كيف تبدون جذابات ولا يكترثن سوى بأناقتهن وإرضاء الجنس الآخر؟ ولماذا لا يكون الدافع حب الذات وتقبلها على ما هي عليه، ومن أجل الصحة والنفسية المتوازنة بعيداً عن نظريات الإخضاع والخضوع؟!


الكاتبة الفرنسية» ماري وولستونكرافت» وفي وثيقة إثبات حقوق النساء التي نشرتها إبان الثورة الفرنسية ـ وحينها كان الاتجاه راديكالياً في مسائل الجندرية والنوع ـ عدّدت الطرق الكثيرة والمختلفة التي تجعل النساء من خلالها تابعات، فهن يتعلمن أن مظهرهن هو أهم ما يمتلكن، ولذلك يمِلن لإبداء ضعفهن ولعدم ممارسة المنطق لإرضاء الآخرين، وتستمر تلك العملية حتى تصبح النساء أنفسهن جزءاً من ممارسة وتطبيق ذلك النمط المُتوقع منهن والمفروض عليهن، وبالنسبة لها النساء لن يتوفر لديهن الأدوات للمطالبة بحقوقهن الأساسية أو حتى للوعي بوضعهن في المجتمع.


فهل تغيرت النظرة اليوم رغم تطور الحراك النسوي العالمي، وتضخم الدعوة نحو احترام الجندريَّة، والاتجاه صوب المساواة المطلقة مع الرجل؟