الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

القناعة كنز لا (يُغنَّى)!

لاشيء سيخاطر بحياته من أجل سعادتك! بلى... الحب يفعل ذلك وأكثر، ولهذا لا تبتئس فالذي باع ضحكة قلبك واستهتر واستكثر، صنع ألف فرصة للعالم بأن يلمح ابتسامة منك لا أكثر، فالحب أمانة تضعها الروح في عنق المحب؛ كأن توصيك الحياة بألّا تفرط فيه لئلّا تفرط هي فيك! هكذا أخبرته الموسيقى بأن إحدى قدمي الشيطان خرجت من العلبة، فرد عليها بهدوء شديد "ممتنٌ للغاية"! فهذا ما يسمعه أولئك الذين لا يصعدون السلالم ركضاً عند خروجهم من قعر قبو مظلم، باختصار لأن الموسيقى في أسوأ أحوالها، تبدو ألطف بكثير من الدنيا وأهوالها! حسناً لا تضع الكمادات الباردة على جبهتي رجاءً، هذه المرة الحمى في قلبي!

(شادي مؤنس( موسيقار مصري من الطراز الفريد، استطاع أن يرسخ بنفسه اللون الفني البعيد، بأسلوبٍ مختلف ومميز على أبعاد الساحة الفنية، فأعماله لها مذاق راقٍ ورائحة تشبه نسمات الأمنية، ومن خلالها تستطيع بكل بساطة تذوَّق الحب والحياة والفن، وأن تعشق موسيقاه دون أن تسيء الظن، فقد عشق (شادي) الألحان والغناء منذ سن البراءة، فتعلم أصول النوتات ليجيد العزف والقراءة، وذلك في السابعة من عمره، حيث اهتم والده بأمره، وحرص على تعليمه والارتقاء بموهبة ابنه الفذة، حيث طعّم بها حلاوة الإبداع ووجد فيها اللذة، ومع مرور الوقت استأنس (مؤنس) بصداقته مع الطابع الشرقي الأصيل، فأبدع بألحانٍ تحمل ذكريات الزمن الجميل، والأجمل أنه حين أدخل بعض الإيقاعات الغربية، تأكد من الحفاظ على ملامح أنغامه العربية.

قدم مؤلفات موسيقية تصويرية عديدة للسينما والتلفزيون، ومن أهمها مسلسل "الفتوة" الذي أدرك فيه المشاهدون أنهم يتابعون بالآذان لا العيون! وتأكدوا أن القناعة في وصف إبداع (شادي مؤنس) لم تعد كنزاً لا يفنى، وإنما باتت وصفاً لا ولن يُغنَّى، بل أشبه بلحنٍ خيالي يعطي للمعنى أجمل معنى.