الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لغتنا.. الهوية والتحديث

تعتبر اللغة العربية هوية الأمة والمجتمع والأرض، لكننا للأسف أقصيناها لمصالح تجارية من دون مراعاة الخصوصية لهويتنا، وهناك من أفسح المجال للغات أجنبية لتكون أولوية عليها عن قصد، والمراسلات الكثيرة بين المؤسسات العامة والخاصة والتي تستخدم فيها غير العربية في التخاطب، وعرض كافة التقارير والخطط الاستراتيجية في أغلب مؤسساتنا؟

حينما تزيل اللغة العربية من مراسلاتك وخططك، فذلك مؤشر واضح عن شح وندرة الموظفين المواطنين في بعض المؤسسات.

الجميع يسمع شكاوى أولياء الأمور من ضعف اللغة العربية في المدارس وبالذات المدارس الخاصة، التي تقتصر على تعليم أبنائنا بلغات أجنبية فقط؟، ونحن لا نلوم تلك المدارس لعدم اهتمامها باللغة العربية لأنها مدارس استثمارية بحتة، ولكن نلوم الجهات المعنية بعدم التشديد على الاهتمام باللغة العربية فيها.


إن خطورة الوضع تظهر بعد أن يتعلم أبناؤنا في جميع مراحل الدراسة بلغات أجنبية، حيث يصبح مصدر معلوماتهم دائماً من المصادر غير العربية، فتتغير توجهاتهم ورؤيتهم للأمور، بحيث يرون ويحللون الأمور من وجهة نظر غير وطنية، وفي ذلك خطوره على أمننا القومي!


وإذا حاولت الجهات المختصة أن تتواصل وترسل أخبارها وتفسر وجهت نظرها في قضايا سياسية أو غيرها عن طريق اللغة العربية إلى مواطنيها فهي للأسف سوف تخاطب الجمهور الخطأ، لأنه غير ناطق باللغة الرسمية للدولة.

إن إعادة اللغة العربية إلى موقعها الصحيح يتطلب تحديث أدوات التعليم خاصة في مرحلة التأسيس، ويكفي أن تقرأ المناهج حتى يصيبك إحباط بسبب الأدوات والأسلوب القديم في تعليم الطلاب، يشاهدون ويستمعون أكثر مما يقرؤون ويكتبون.

إن طرق دعم اللغة العربية كثيرة ولكن تتطلب الجدية، فالطلاب يُحسّون بالمعلم الجاد والمحب لعمله فيتواصلون معه، ولكن إذا اعتبرها مجرد وظيفة ونظام، تسبب في نفور الطلاب من التعليم.

وباستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة مع تبسيط القواعد، وإقامة ندوات لمدرسي اللغة العربية وإطلاعهم على أحدث وأنجح الطرق السمعية والبصرية لاستخدامها وتعليمها للطلاب، سوف يكون هناك أمل.