الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تعمّد تسميم العلاقات!

الوقت الذي نقضيه في العمل يأخذ سحابة يومنا وفي بعض المهن يستغرق الوقت من الموظف ثلثي وقته أو أكثر! إذن مقر العمل هو الذي نقضي فيه أغلب عمرنا! بيئة العمل هي الأكثر تأثيراً على نفسيتنا وسلوكنا وعلاقاتنا ومهاراتنا وصولاً إلى إنتاجيتنا والقيمة التي نضيفها للعمل ولأنفسنا من خلاله! نحن لا نبالغ إن قلنا إننا نعيش حرفياً في مكاتبنا ومواقع عملنا وإن بيوتنا أصبحت أشبه بمكان للراحة والتقاط الأنفاس.

لن أخوض في موضوع أنواع الموظفين وعقلياتهم وإنتاجيتهم فهذا موضوع مطروح بكثرة والجميع لديه معرفة عامة به، ومن يود الاستزادة منه فهو مُتاح بسهولة للجميع. النقطة الحساسة والمهمة والفارقة في هذا المجال، هو سلوك يوجد في عدد من أنواع الموظفين، قد يكون مؤقتاً مرتبطاً بأسبابٍ لحظيةٍ معينة! وهذا يمكن احتواؤه! لكن المصيبة في ذلك السلوك الدائم الذي ابتُلي به أحد الموظفين، حيث لديه أسوأ معايير التواصل المهني والشخصي مع زملائه! فهو يتعامل بكل أمراض التواصل الشخصي تقريباً معهم! من ألفاظٍ وقحة واستعلاء وكبرياء وقلب الحقائق وإحباط المجتهدين واصطياد أخطائهم والتشهير بكل صاحب موهبة أو إبداع أو ابتكار ومحاربته بكل الطرق الممجوجة! صاحب هذا السلوك شخص مُنفّر يتهرّب الجميع من التعامل معه! لكن في العمل قد يكون التعامل معه أمراً واجباً.. في هذه الحالة نجد أن وقوع المشكلة أو المشاكل أمر حتمي! فهو يستمتع بوصم الآخرين بالخطأ والتقصير وأي صفاتٍ سيئة أخرى.. عامداً متعمداً.. ويشعر بالراحة عندما ينتشر الانزعاج والإحباط والمشاعر السلبية بين الموظفين! إنه ببساطة يُجبرهم على إخراج أسوأ ما فيهم وقتل أي فكرة جيدة في عقولهم!

من منبري هذا أطالب المعنيين وصنّاع القرار في مجال الموارد البشرية، بتحديد بند خاص بهذا النوع من الموظفين، الذي إن ثبت عليه سلوكه الفظ الدائم شديد السلبية في مقر عمله، فيجب على الأقل نقله لقسم أو مهام لا يتعامل فيها مع أشخاص! بل مع أجهزة أو أرقام أو حتى روبوتات! وأعتقد أن الأخيرة لن تصمد طويلاً!!