الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد بن راشد.. الخط الأسرع بين نقطتين

من يبحث جيداً في الأسباب والـمُسببات الخاصة بتميز العمل الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة، يجد فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محفوراً على أساسات الفكرة وأبعادها وجوهرها وثوابتها ومتغيراتها ورؤيته لها تتحقق بكل يقين عاماً بعد عام ولعشرات السنين ولمستقبل الأبناء والأحفاد والتصاعد المستدام لجودة الحياة والمناعة الصلبة ضد كل التحديات.

إن عقلية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مدرسة متكاملة تجمع بين متضادات يصعب تجمّعها إلا في العقول العبقرية ذات البديهة المتفوّقة والمخيّلة الـمُدرّبة، فهو يخفض وتيرة الأحداث مُثيراً استغراب ودهشة العالم.. لكنه يدرك متى وكيف ولماذا فعل ذلك.. ثم يرفع الوتيرة في وقتٍ غير متوقع ويحقق نجاحاتٍ تُبهر قادة العالم! القفزات التي استطاع تحقيقها على أرض الواقع باتت أسساً لتدريس فن الإدارة ومواجهة الأزمات والنهوض الجماعيّ واستشراف المستقبل في العديد من الدول، فقد أصبح فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منهجاً أساسياً في حكمة القيادة وبعد النظر وأيضاً المغامرة المحسوبة وكسب السباقات الصعبة تجاه المستقبل.

من يدقق جيداً يجد أن التحوّل في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بين النظري والعملي كان سريعاً بشكلٍ غريب! في فترةٍ قياسيةٍ جداً في عمر الدول والمجتمعات، اكتسب مرونة التحوّل من سيطرة الروتين النظري إلى مرحلة الاستغناء عنه بالكامل! كلنا نذكر تلك المواعيد النهائية التي وضعها للمسؤولين والوزراء وأوفى بوعده.. لكن نجح منهم من فهم الرسالة.. وهي أن المستقبل لا ينتظر.. وأننا يجب أن نسبقه لا أن ننتظره!

طريقة تفكير سموه فريدة جداً.. تجمع بين حكمة الماضي وإبهار المستقبل وتشكيل حاضر مدهش من حيث المنطق.. فهو لا يعمل كي يؤدي واجبه فحسب، بل يزرع في كل إماراتي عشق التفوق والابتكار والريادة ومسح كلمة «مستحيل» من القاموس. قراءة كل حرفٍ كتبه تُلهمني وتشحذ طاقتي.. وتجعلني أرنو أكثر فأكثر لأتشرّف بالعمل تحت قيادته وفي فريقه وتحت ضغط الوتيرة السريعة الدقيقة الـمُتقنة.. كي أتعلّم الحكمة وأنهل من المعين الأصلي لعبقرية صناعة الحضارة.