الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الشباب ثروة الإمارات الحقيقية

الشبابُ عمادُ بناء الأوطان واستشرافُ مستقبلها، بل إنّ تصنيف البلدان والأمم من حيث قدرتها على النمو والاستمرار في الحياة إنما يُقاس اليوم بأبنائها من الشباب.

ومن الاستراتيجيات الوطنية والإدارية والسياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إيلاء الشباب أهميّة خاصة، ليأخذ الشاب الإماراتي مكانه الحقيقي في بناء الدولة وإدارتها وإرساء مبادئها السياسية، فقد قال حكيم العرب، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه: «الشبابُ هم الثروة الحقيقية، وهم درعُ الأمة، وسيفُها، والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين»، وقد رسَّخت الإمارات صقل الشباب إدارياً وسياسياً بقوانين صارمة وفريدة من نوعها عالمياً، كما يأتي:

أولاً، على المستوى الإداري: حرصت دولة الإمارات على تمكين الشباب، بصقل خبراتهم واستثمار رؤاهم وهمتهم في إدارات الدولة بكافة اختصاصاتها ومهامها، وتسمية وزارةٍ خاصّة للشباب يقودها شابّ إماراتي يكون غالباً أصغر وزير حكوميّ على المستوى العالمي، بالإضافة إلى مجالس الشباب في كلّ إمارة لتلبية طموحات الشباب ومعالجة قضاياهم وإشراكهم في إدارة قطاعات الدولة المختلفة، حيث أصدر مجلس الوزراء الإماراتي عام 2019 قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتيين في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية بما لا يقلُّ عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً.


ثانياً، على المستوى السياسي: لم تقتصر الإمارات على توجيه الطاقات الشابة نحو الإدارة أو الإنتاج فحسب، بل إنها في خطوةٍ رائدةٍ على مستوى العالم تضع خطة معتمدة من مجلس الوزراء الإماراتي عام 2020 تقضي بضمان وتعزيز مشاركة الشباب لتمثيل دولة الإمارات في كافة المهمات الرسمية في الخارج، الأمر الذي من شأنه إنشاء جيل متمرس نظرياً وعَملياً في صناعة السياسة الخارجية والدبلوماسية التي تضمن سطوع النجم الإماراتي على مستوى العالم أجمع بروح معطاءة وهمّة وثّابة، ترسيخاً لمبادئ السياسة المُثلى التي بُنيت عليها الصروح الإماراتية الشامخة على يد شيوخها وحكمائها في نفوس الشباب.


لذلك كله تعدُّ السياسة الإماراتية في التعاطي مع الشباب سياسة رائدة وخلّاقة لأنها، تقوم على مبادئ ثابتة باستلهام الماضي وبناء الحاضر واستشراف المستقبل، وتحصين الدولة بتكامل عظيم من خلال دمج روح الشباب المفعمة والهمة المتقدة بحكمة الشيوخ وخبرات التجارب المُلهمة، ليكون الشباب بحقّ هم الثروة الحقيقية التي لا تضاهيها ثروة أو كنز من كنوز الأرض.