الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

إكسبو 2020.. العالم في الإمارات

كان حفلاً باهراً ومدهشاً، الذي افتتحت فيه فعاليات معرض إكسبو2020 دبي، امتزج فيه الفن مع تعدد الثقافات وتلاقي الحضارات.

ومع التوظيف التقني للمؤثرات السمعية والبصرية كان حفلاً بمستوى وأهمية الحدث الاقتصادي الأكبر في المنطقة وفي العالم. فعالية تليق بالإمارات وبدبي التي اتخذت من «الدهشة» إحدى استراتيجيات تعاملها مع العالم.

نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة معرض إكسبو2020 هو نتاج عمل حكومة لعشرات السنوات في بناء الاستراتيجيات وتدعيم مشاريع التنمية والاستثمار الضخم في الثروة البشرية والانفتاح. استضافة معرض إكسبو 2020، الذي يعد واحداً من أضخم وأهم المعارض العالمية، هو خلاصة تأسيس دولة وضعت نصب عينيها منذ البداية رؤية بعيدة المدى في التميز والتفوق، متجاوزة بذلك حدود الزمن والجغرافيا وحتى الديموغرافيا.


تكتسي استضافة دبي معرض إكسبو 2020 القيمة الاقتصادية الضخمة التي يمثلها الحدث وفي عدد الدول والشركات المساهمة فيه، ففضلاً عن الأرباح التي ستجنيها إمارة دبي ودولة الإمارات عامة، فإن حجم التشغيل لمختلف القطاعات سيبلغ مستويات عالية، تدعم القطاع الخاص تحديداً وتثبت فاعلية الاستثمار فيه، التي ستكون عاملاً رافعاً ورافداً ومسانداً لمؤسسات الدولة في إنجاح المعرض وتقديم مختلف الخدمات لزواره، وأعني بدرجة كبيرة قطاع المطاعم والفنادق وشركات الاتصالات والمواصلات.


دبي تؤكد كفاءة خططها واستراتيجياتها في إيجاد مصادر دخل متنوعة ومتعددة بديلة للنفط، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه دول الخليج جميعاً، والذي نجحت دبي في تجاوزه منذ أكثر من عقدين، عبر توسيع قطاع السياحة ودعمه وتنويعه، والاستثمار في الثقافة، والتوجه نحو اقتصاد الموانئ، ما اقتضى سن تشريعات تجارية واستثمارية مرنة وآمنة وجاذبة للمستثمرين من خارج البلاد.

في واحدة من جمله (المسبوكة) يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»: «دبي ليست إمارة في العالم، دبي العالم في إمارة»، وهذا بالفعل ما يشاهده ويلمسه أي زائر لإمارة دبي. سيجد النمط الحضاري المتعدد في العمارة، والتوجه الاقتصادي الذي استوعب موظفين وعمالاً ومتعاملين من الكرة الأرضية كافة.

دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل سياساتها التي منحت كل إمارة مساحتها الخاصة في التعبير عن ذاتها وفي ترجمتها الاقتصادية لاستثمار مواردها المادية والبشرية، صارت قوة اقتصادية وثقافية كبرى في المنطقة وفي زمن قياسي وبأساليب مبتكرة ومدروسة جُندت لها الطاقات الوطنية، واستقطبت الكفاءات الخارجية، ومنحت الجميع فرصاً مفتوحة للتفوق والإبداع، وخدمة الدولة بما يعود بالنفع على الجميع.