الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إكسبو 2020.. يرمم ما دمرته السياسة

تعمل الإمارات وتبذل قصارى جهدها دائماً من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتقدم مختلف المساعدات اللوجستية للدول، التي تتعرض لنكبات سياسية أو طبيعية، إذ وقفت معها الإمارات بمثابة الأخ الذي يقف مع شقيقه في مختلف الظروف والأزمات، ولسان حالها: «هل يصلح العطار ما أفسده الدهر»، والتاريخ الحضاري هنا خير شاهد على ذلك لثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ما تقوم به الإمارات من منجزات علمية وحضارية وتكنولوجية وفضائية، وما تستضيفه من أحداث عالمية هو نجاح للأمة العربية، إذ يُعد استعادة لمجد الحضارة العربية والإسلامية، التي سادت معظم الكون وأنارت للعالم قناديل العلم والمعرفة، والحدث العالمي إكسبو دبي 2020، يوفر هذا الفضاء لاجتماع العقول والأفكار والخبرات والتجارب الإنسانية، كذلك يساهم هذا الحدث العالمي في اكتشاف آفاق جديدة من التعاون وبناء جسور الثقة بين الشعوب وتعزيز العمل المشترك لبناء مستقبل أفضل للبشرية، عنوانه: «السلام والاستقرار والازدهار للجميع».

وحين يلتقي ممثلو العالم والوفود تحت قبة إكسبو 2020 دبي، من الطبيعي جداً أن يُمهد هذا الحدث ويهدئ المناخ الاقتصادي والفكري من اشتعال المناخ السياسي لبعض الدول المشاركة، كما أن الاجتماعات التي تعقد على هامش إكسبو بين ممثلي الوفود للاطلاع على آخر المنجزات العلمية، لا بد أن تناقش المشاكل التي تعتري بعض الدول والعقبات، التي تحول دون التنمية البشرية والحضارية، لذلك إكسبو 2020 دبي ليس محطة للمنجزات الاقتصادية والعلمية وثورة المعلومات فقط، بل هو نافذة واستراحة الشعوب بأن تعيد حساباتها، بل لتشاهد نظراءها من الدول المستقرة، وكيف وصل حال شعوبها إلى رخاء ونهضة حضارية غير مسبوقة.

الجميل في إكسبو هو مشاركة بعض الدول العربية رغم الأزمات التي تمر بها، إلا أن مشاركاتها مقدرة من الشعوب العالمية، لأن الذاكرة والتاريخ لا ينسيان حضارة بلاد الرافدين وبلاد الشام واليمن وغيرها من الدول العربية والأفريقية، التي لها بصمة تاريخية في مختلف المجالات الثقافة والفكر والعلوم الإنسانية والحضارية، فتصور كيف ستكون مشاركة تلك الدول إذا كانت مستقرة سياسياً واقتصادياً وعلمياً؟!