الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

إنتل.. وأكبر مصنع للدارات المتكاملة

أعلنت شركة إنتل عن نيتها بناء مصنع في ولاية أوهايو الأمريكية باستثمار قدره 20 مليار دولار وسيكون أكبر مصنع للسيليكون أو للدارات المتكاملة في العالم، المصنع سيأخذ مساحة أكبر بقليل من 4 كم مربع، ويبدأ بناؤه في أواخر هذا العام، ويتوقع إنجازه في 2025، وسيوظف المصنع 7000 شخص لبنائه ثم 3000 آلاف للعمل فيه، وسيكون مركز تدريب للمهندسين الجدد في مجال الدارات المتكاملة.

هذا الإعلان يأتي بعدما عانى العالم من نقص الدارات المتكاملة التي تدخل في صناعة كل شيء، من الحواسيب بأنواعها والأجهزة المنزلية والسيارات إلى آلات التصنيع وغير ذلك، فشركات عدة أعلنت خلال العامين الماضيين أنها لا تستطيع تلبية الطلب على منتجاتها لأن هناك نقصاً في الدارات المتكاملة.

الطلب على السيارات ارتفع خلال العامين الماضيين في بعض الأسواق واجتمع ذلك مع نقص الدارات الإلكترونية؛ ما أدى لرفع أسعار السيارات الجديدة، وهذا أثر لاحقاً على أسعار السيارات المستعملة التي أصبحت تباع بأسعار تقترب من الجديدة، والبعض يربط كل هذا بالتضخم عالمياً.

الدارات المتكاملة تدخل في صناعة كل شيء، من الحواسيب بأنواعها والأجهزة المنزلية والسيارات إلى آلات التصنيع وغير ذلك

في سوق الحواسيب الشخصية ساهم نقص الدارات في رفع أسعار بطاقات الرسومات الثلاثية الأبعاد، وساهم في رفع أسعارها عامل آخر وهو استخدامها في مزارع تعدين العملات الرقمية، مالكي هذه المزارع لديهم القدرة على شراء المئات منها واستخدامها لتعدين العملات.

المصنع لن يحل مشكلة النقص لأنه سيحتاج لسنوات لكي يبدأ العمل، لكنه خطوة مهمة للولايات المتحدة لتستعيد صدارتها في مجال تصنيع الدارات المتكاملة، وهي اختراع ظهر في الولايات المتحدة وفيها أيضاً اخترع الترانزیستور الذي هو أساس الدارات المتكاملة، وحالياً أكثر المصانع تقدماً في هذا المجال يقع في تايوان.

سبب آخر يجعل المصنع في غاية الأهمية وهو موقعه داخل الولايات المتحدة، فالشركات الأمريكية حالياً تعتمد كثيراً على مصانع تقع في كوريا وتايوان وكلاهما معرضتان للمخاطر الجيوسياسية، فكوريا الشمالية تشكل تهديداً للجنوبية، والخطاب الصيني بخصوص تايوان له حساباته الخاصة في تلك المنطقة، وفي حالة حدوث أي حرب قد تتوقف المصانع، وهذا سيكون له أثر عالمي كما أن لنقص الدارات المتكاملة اليوم أثراً على كل العالم.

إنتل تود تحقيق أهداف عديدة بهذا المصنع، والحكومة الأمريكية تقدم دعماً لها لأهميته اقتصادياً وسياسياً، ومجال تصنيع المعالجات والدارات الإلكترونية مهم ولا يمكن تركه لمصانع خارجية تقع تحت رحمة أي متغيرات سياسية.