الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

البيتكوين.. ماذا أضافت لمستقبل الاستثمار؟

الأسبوع الماضي كان أحد أكثر أسابيع سوق الأسهم العالمية تذبذباً، حيث شهدت الأسهم انخفاضات حادة، ولكن أمراً غريباً حدث ؛عملة البيتكوين إنهارت أيضاً.

تم ترشيح البيتكوين منذ فترة كملاذ آمن للأصول التقليدية لأسباب عديدة، بما في ذلك استقلالها عن السياسة النقدية، ودورها كمخزن للقيمة وارتباطها المحدود بتلك الأصول التقليدية.

بدت هذه الحجج مقنعة إلى حد ما، خاصة أن البيتكوين لم تنجح أن تكون عملة للبيع أو الشراء مثل «الفيات» وهو مصطلح النقود التقليدية، هذا كان اختبار لخصائص البيتكوين بما يعني إذا هبطت مع الأصول الخطرة الأخرى، كالأسهم، خلال أزمة أوراق مالية، فهي ليست ملاذاً ولا هي أداة تحوط.

يشير الانخفاض الأخير في البيتكوين وغيرها من العملات المُشفرة، أنها لا تستطيع الصمود كأصل مختلف، كالذهب وسندات الخزينة، فطالما تفاعلت مع التغيرات في الأسواق العالمية وتأثرت بحركتها فهي غير مؤهلة لتلعب دور الملاذ الآمن.

كذلك، ارتباط البيتكوين مع متغيرات السوق يلغي فاعليتها كفئة أصول في تنويع مخاطر الاستثمارات كمركب في المَحافِظ.

أظهرت البيتكوين أنها لا تصلح أن تكون ملاذاً آمنا، وهذا يطرح سؤالاً وجودياً: ما فائدتها وما الفرق بين وجودها وعدمه؟

وهنا، هل نستطيعُ القولَ أن عملة البيتكوين ناشئة جداً لدرجة أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا السلوك مؤقتاً أم لا؟

ذلك بالضبط ما يشعر به بعض «المؤمنين» بها، والذين كان توقعهم مبنياً على أن نجاحها كملاذ آمن أو آلية تحوط سيجلب البيتكوين إلى الساحة ويعطيها شرعية أكبر، لذا يجب أن نذكر أنها ليست ناشئة أو جديدةً تماماً، فقد مضى على ظهورها حتى الآن 13 سنة.

قبل الوباء، أظهرت عملة البيتكوين والعملات المُشفرة الأخرى ارتباطات منخفضة بتذبذبات السوق المالية التقليدية - في الواقع - تصرفت العملات المشفرة كنظام بيئي مختلف تماماً، إلا أنه على مدى العامين الماضيين صارت عملة البيتكوين وغيرها لا تختلف عن الأصول الخطرة الأخرى.

البيتكوين فئة أصول غير مُدرة، ولم تنجح أن تكون بديلاً للعملات التقليدية، والآن أظهرت أنها لا تصلح أن تكون ملاذاً آمناً أو أداة تحوط، وهذا يطرح سؤالاً وجودياً: ما فائدتها وما الفرق بين وجودها وعدمه؟