السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الحائرون يتساءلون: حرب بيولوجية أم حرب اقتصادية؟

كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا وردود الأفعال الانفعالية الغرب -أمريكية، بدت أسرار كثيرة تطفو على السطح في حرب الكبار أو معركة تكسير العظام عن بعد بين روسيا ومن معها من جانب - وهم ليسوا بالجانب السهل أو الأقل - والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جانب آخر - وهو جانب أيضاً لا يستهان به حتى وقتنا هذا.

الحرب الدائرة بدأ فيها كل طرف كبير أو صغير ينحاز إلى جانب وفقاً لما تكشفه الأسرار الجديدة، فالصين، وهي الطرف الذي يبدو موقفه غير منحاز بالكامل إلى روسيا ولكنه يراقب ويترقب مصير تكسير العظام بين واشنطن وموسكو، ترى أن الحرب تبدو في ظاهرها حرباً بيولوجية موجهة ضدها، والدليل تلك المعامل البيولوجية الضخمة والسرية التابعة لواشنطن في كييف الأوكرانية، وهو ما أصاب بكين بالفزع والانزعاج الشديد مما كانت تجهزه واشنطن لها في معامل بيولوجية عددها كبير، وهذه المعامل كلها خارج أمريكا ومنتشرة ضمن رقعة جغرافية واسعة وكلها قريبة نسبياً من الصين.

وما خفي كان أعظم - هكذا تقدر الصين تلك الحرب البيولوجية القذرة - فالمعلومات التي حصلت عليها تلمح إلى وجود معامل بيولوجية تابعة للبنتاغون تحتفظ فيها بفيروس مرض الجدري الخطير !

ما يخيفنا ويزعجنا هو مصير أموالنا العربية بالخارج، كما حدث مع الأموال الروسية

الباطن في الحرب الدائرة اقتصادي يدور حول الغاز وما يتبعه من نفوذ روسي في أوروبا، وبالتالي التمهيد لسقوط عصر القطب الواحد، خاصة أن الاقتصاد الأمريكي ليس في أفضل حالاته، في ظل محاولات عالمية للانتهاء من قوة الدولار الأمريكي كعملة عالمية لا ينافسها أحد منذ اتفاقية برايتون الدولية في ظل وجود نوايا من دول كثيرة للتخلص من العملة الأمريكية وتسعير النفط باليوان الصيني، كما أن روسيا فتحت تسهيلات في التعامل بعدة عملات أهمها اليوان.

المنطقة العربية ليست بعيدة عن هذه التحولات بعدما أصابها الحليف الأمريكي في مقتل. واشنطن أصبحت مصدر قلق وخطر ومعها الحلفاء الآخرون، باتباعها سياسة الابتزاز الدائم تحت الشعارات التقليدية كحقوق الإنسان والديمقراطية.

الخوف والانزعاج أيضاً من شعارات الاقتصاد الحر والملاذات الآمنة في الأسواق الأمريكية والغربية، ولكن الحرب أظهرت عكس ذلك، فقد تمت مصادرة أموال روسية تقدر بحوالي 300 مليار دولار أمريكي وأصول مالية وعينية أخرى، وهذا بصراحة ما يخيفنا ويزعجنا وهو مصير أموالنا العربية بالخارج.

الحرب معقدة وأوكرانيا ليست في حساباتها وإنما هي حسابات البقاء والوجود، فهل تتخلى واشنطن بسهولة عن الهيمنة والقوة.. أم تنتهي الحرب بعالم جديد متعدد ومتنوع؟