الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أسعار النفط .. بين حرب وعودة الجائحة

تعرّض سوق النفط لبعض الضغوط، حيث تم تداول خام برنت يوم 13 فبراير عند انخفاض بنسبة 0.27% وخام تكساس الخفيف بـ0.51%، تبعه قلق متزايد بشأن الوضع في الصين، حيث يبدو أنه لا توجد نهاية في الأفق لعمليات الإغلاق، مع تسجيل شنغهاي عددًا قياسيًا آخر من الحالات الفيروسية يوم السبت، ومن الواضح أن الزيادة في تطبيق القيود يرفع احتمالية المزيد من التراجع في الطلب على النفط، إضافة للأزمة الروسية - الأوكرانية.

من أهم المؤشرات على تراجع الطلب سيكون عدول السلطات الصينية عن طلبها قبل عمليات الإغلاق الواسعة من مصافي الدولة، عدم تصدير الديزل أو البنزين في أبريل بسبب عدم اليقين بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. يأتي ذلك في إطار توقع منظمة (أوبك) أن النمو العالمي للطلب على الخام سيقل بـ0.5 مليون برميل يومياً عند 3.7 مليون برميل يومياً مقارنة بتوقعاتها السابقة.

الجميع يتابع باهتمام ليرى كيف ستكون ردة فعل أسعار النفط بين شد الحرب وتجاذبات الجائحة

بالمقابل تجد أسعار النفط دعماً من الوضع الجيوسياسي، حيث تشكل العقوبات المتعاظمة على روسيا مخاطر على المعروض من النفط الخام ومشتقاته، إذ تعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بمتوسط ​​إنتاج يقدر بحوالي 10.5 مليون برميل في اليوم في عام 2021، وحتى الآن العقوبات طبقتها دول غير مؤثرة بشكل كبير كمشتريين أساسين للنفط الروسي، مثل الولايات المتحدة التي استوردت بالمتوسط 199 ألف برميل نفط خام في اليوم في 2021.

يعتمد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي بـ45% من وارداته، لذلك لا يبدو أن هناك شهية لمزيد من العقوبات التي حتما ستنتج المزيد من الارتفاع في أسعار الطاقة، وبطبيعة الحال سيفاقم ذلك نسب التضخم التي تلامس مستويات هي الأعلى منذ عقود.


التضخم في بريطانيا بحسب مؤشر أسعار المستهلكين سجل ارتفاعاً بنسبة 7% لشهر مارس 2022 مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، وتلك هي النسبة الأعلى منذ 30 عاماً، فبالرغم من عدد من الاجتماعات لمناقشة مسألة العقوبات على روسيا، لا يبدو أن هناك اتفاقاً عليها، فمن جهة حذرت ألمانيا من اتخاذ خطوات متسرعة قد تدفع بالاقتصاد إلى الركود، ومن جهة أخرى تعارض بعض الدول، مثل المجر أيّ حظر على الطاقة الروسية.