الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العمل.. جوهر التجربة الإنسانية

العمل هو جوهر التجربة الإنسانية، فمن خلاله نستخلص الهدف تجاه ما نقوم به من جهود في هذه الحياة. هو تعزيز لشعورنا بالوجود وإحساسنا بالانتماء، وطريقة لاكتشاف أنفسنا من خلال تفاعلنا الدائم مع العالم من حولنا.

رغم أن العمل يبدو أحياناً كأنه مزيج ضخم ومتشابك من المهام والمحادثات والاجتماعات، فإنه يمكن تفصيله إلى ثلاثة أنواع مختلفة: الخرائط والصنع والتفاعل.

الخرائط من الوضوح بحيث يمكن تعريفها بالتخطيط ورسم الأهداف وتحديد الأولويات. إنها «العمل قبل العمل» التي تجعلك واثقاً من أنك تصوب تركيزك ووقتك وطاقتك إلى وجهاتها الصحيحة.

والخرائط إما أن تتم بشكل غريزي كما هو الحال عند إنشاء قائمة بالمهام التي يجب إنجازها، أو بالتعاون مع الآخرين كما هو الحال في اجتماعات الاستراتيجية أو جلسات التخطيط.

والصنع هو في الواقع القيام بالعمل ذاته، بحيث إنه يخلق قيمة مضافة من أي نوع شاملة تنفيذ المهام، والتصميم، والكتابة والتفاعل مع الآخرين، ومعالجة الأهداف.

العمل هو جوهر التجربة الإنسانية، فمن خلاله نستخلص الهدف تجاه ما نقوم به في هذه الحياة

الصنع هو أول ما يتبادر إلى الذهن عادة عندما نفكر في العمل، فهو يستحوذ على أكبر قيمة ملموسة تجاه ما نقوم به من مجهودات وأنشطة، ونظراً لأن الصنع هو الأكثر ديناميكية من بين أنواع العمل الثلاثة، فهو أيضاً المجال الذي يسهل فيه تشتيت الانتباه، ولأن هناك المزيد من المتغيرات والقرارات ذات التأثير الفوري، فبالتالي هناك المزيد من الاحتمالات لانحراف الأمور عن مساراتها.

التفاعل وهو النوع الأخير من العمل والذي غالباً ما يتم التغاضي عنه، لأنه نادراً ما يرتبط بالنتائج المباشرة، فهو ذلك النوع من العمل الذي لا يحصل المرء على مقابل مادي عند القيام به، ولا يظهر في الوصف الوظيفي ضمن التنظيمات الإدارية، ومع ذلك فهو غالباً ما يكون أهم محدد للنجاح على المدى الطويل، والمحفز الرئيسي للحصول على أفضل جهد منك ومن أعضاء فريقك.

التفاعل يتضمن كل ما يمكن القيام به في منطقة “العمل بين العمل"، والذي يجعل منك فعالاً بكل ما في الكلمة من معنى، ويتكون من الأنشطة التي تمتد وتنمو، مثل اكتساب وتطوير مهارات جديدة، وتعزيز أو تحسين معرفتك، وتنمية فضولك، وتوليد فهم أفضل لسياق عملك، كما أنه يحتوي على إجراءات مهمة مثل الانتباه إلى المساحات المجاورة في مجال عملك والانخراط في الأنشطة التي قد لا يكون لها مردود فردي، لكنها تضعك في وضع يسمح لك بأن تكون أكثر فعالية في الأيام المقبلة.